اتهمت المندوبة الروسية لدى المنظمات الأوروبية، اليوم، الدول الأوروبية بالمسؤولية المباشرة عن المآسي التي يعيشها المهاجرون، معتبرة أن سياساتها وتدخلاتها العسكرية السابقة هي “السبب الجذري للأزمة”.
وجاءت التصريحات خلال جلسة مخصّصة لمتابعة قضايا الهجرة والجريمة الدولية.
وأكدت الدبلوماسية الروسية أن أربع دول انسحبت من نظام روما الأساسي بسبب ما وصفته بـ“ازدواجية المعايير” وفقدان الثقة في المحكمة الجنائية الدولية، معتبرة أن أداء المحكمة “يكرّس الانتقائية ويُضعف مصداقيتها”.
وأضافت أن فظائع الحرب الأهلية في ليبيا وما تعرّض له الشعب الليبي من دمار وانهيار مؤسسات الدولة “هي نتائج مباشرة لعدوان حلف الناتو عام 2011”، الذي — وفق قولها — دمّر الاقتصاد الليبي وحوّله إلى “بيئة خصبة للجماعات الإرهابية والمتطرفة وعصابات الجريمة”، مما تسبب في نشر عدم الاستقرار في كامل القارة الإفريقية.
وانتقدت المندوبة الروسية تركيز المحكمة الجنائية خلال تحقيقاتها في الجرائم المرتكبة ضد المهاجرين على “حوادث فردية”، دون الإشارة إلى الدول الأوروبية التي سنّت سياسات أدت إلى معاملة لا إنسانية ومقتل الآلاف ممن حاولوا الوصول إلى برّ الأمان.
واعتبرت أن تورط بعض الدول الأوروبية في “الغزو المسلح على ليبيا” هو ما أدى إلى انفجار ملف الهجرة، مشددة على أن “التسوية المستدامة في ليبيا لا يمكن أن تتم إلا عبر دعم المؤسسات الوطنية”، معتبرة أن المحكمة الجنائية “تمثل عثرة أمام تطبيع الأوضاع”.
ويبقى السؤال مطروحا اليوم لماذا لم تستخدم روسيا حق النقض لايقاف هذا التدخل الذي وصفته اليوم بالغزو المسلح .
لقد كان تدخل مجلس الأمن في ليبيا العسكري من خلال القرار 1973 في عام 2011، الذي أجاز استخدام القوة لحماية المدنيين وفرض منطقة حظر جوي بعد تصاعد العنف ضد المدنيين خلال الحرب الأهلية الليبية. تم التفويض في القرار بفرض حظر على الرحلات الجوية المدنية ومنع طائرات القذافي من التحليق، مع السماح بجميع الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين والمناطق السكنية.
تفاصيل التدخل العسكري:
- الأساس القانوني: قرار مجلس الأمن رقم 1973 (2011)، والذي تم إصداره استجابة للوضع المتدهور في ليبيا وحالة التهديد على المدنيين.
- أهداف التدخل:
- حماية المدنيين من العنف الذي قد يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
- فرض حظر جوي فوق ليبيا، باستثناء رحلات المساعدات الإنسانية، ومنع أي طائرة ليبية من الهبوط أو الإقلاع.
- الإجراءات المتخذة:
- استخدام القوة العسكرية لحماية المدنيين.
- تجميد أصول نظام القذافي.
- فرض عقوبات إضافية على أعضاء النظام.
- موقف الدول:
- رحبت بعض الدول بالقرار، مثل فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
- عبرت دول أخرى عن قلقها، مثل روسيا وألمانيا.
يذكر ان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اكد يومها أن روسيا لم تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد القرار 1973 “لسبب بسيط، وهو أن [هو] لا يرى أن القرار خاطئ”، بل إن القرار “يعكس فهم روسيا للأحداث في ليبيا، لكنه ليس كاملًا”.

