نأى وزير التربية السابق والأمين العام لحزب الائتلاف الوطني التونسي ناجي جلول بنفسه عن مبادرة “نَمضي” التي تم الإعلان عنها رسميًا يوم أمس 15 أكتوبر 2025 بفندق “داون تاون” بالعاصمة تونس، والتي تهدف إلى خلق أرضية سياسية وطنية مشتركة بين عدد من الأحزاب والشخصيات العامة.
ورغم أن جلول لم يذكر المبادرة صراحة، فقد لمح إليها بوضوح حين قال في تدوينة له:”أنا طلّقت الخردة الإيديولوجية من زمان، ولن أضع يدي في يد استئصالي أو من يدعو إلى إلغاء الآخر. ثقافة الإلغاء هي التي أوصلتنا إلى هذا النفق، لا أحد سجّل أجداده تونس في دفتر خانة.”
وأضاف جلول أنه، خلال جولاته في مختلف الجهات من الشرق إلى الغرب، ازداد اقتناعه بأن المعارضة التونسية تعيش في “قطيعة تامة مع الشارع والشباب”، مشيرًا إلى أنها ما تزال حبيسة “زمن البيانات والمبادرات التي تقودها شخصيات فقدت الكثير من إشعاعها”.
وتأتي تصريحات جلول في وقت تسعى فيه مبادرة “نَمضي” إلى تقديم نفسها كخطوة مواطنة ووطنية هدفها استعادة الثقة بين المواطنين والدولة، وتعزيز المؤسسات الديمقراطية، ومعالجة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
وشارك في إعداد إعلان المبادرة عدد من ممثلي الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني وشخصيات مستقلة وأكاديميين، بعد حوارات استمرت نحو خمسة أشهر، تجاوزت — بحسب المنظمين — المصالح الحزبية الضيقة للوصول إلى قاعدة توافقية قادرة على إعادة الثقة وتحريك عجلة التنمية.
وتؤكد المبادرة في بيانها التأسيسي على الحياد الإداري واستقلالية الإعلام وحماية الحقوق والحريات الأساسية، إلى جانب السعي إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية وتشجيع الاستثمار ومكافحة البطالة، فضلاً عن تعزيز ثقافة الديمقراطية والمواطنة بين الشباب.
