انتشر اليوم على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصًا عبر منصة TikTok، مقطع فيديو لشابتين أمريكيتين ادّعتا أنهما كانتا متوجهتين إلى نيس (فرنسا) وانتهى بهما المطاف في تونس، بعد أن أساء موظف في مطار روما فهم طلبهما «to Nice».
القصة حصدت ملايين المشاهدات وغطتها بعض وسائل الإعلام الفرنسية باعتبارها «حادثة طريفة»، لكن المتابعين والخبراء طرحوا تساؤلات جدّية حول مدى إمكانية وقوع مثل هذا الخطأ في ظل الإجراءات الصارمة المعمول بها في شركات الطيران والمطارات الأوروبية.
أولًا، بطاقة الصعود إلى الطائرة (boarding pass) تحتوي بشكل واضح على اسم الوجهة ورقم الرحلة. من الصعب أن لا يلاحظ المسافرون أن الوجهة مطبوعة عليها هي Tunis وليس Nice.
ثانيًا، عند المرور عبر بوابة الصعود، يخضع كل راكب لمسح إلكتروني يُصدر إشارة خضراء إذا كان على متن الرحلة الصحيحة، أو إشارة حمراء في حال الخطأ. أي أن احتمال صعود راكبين على رحلة لا تخصّهما دون تنبيه أمر شبه مستحيل.
ثالثًا، موظفو الأرض في شركات الطيران يقومون بمطابقة متكررة بين بطاقة الصعود وهوية المسافر، ما يجعل وقوع مثل هذه الثغرة أمرًا نادرًا للغاية.
لهذه الأسباب، اعتبر عدد من المتابعين أن الحكاية أقرب إلى مبالغة إعلامية أو «سيناريو تسويقي» أكثر من كونها واقعة حقيقية. بعضهم رجّح أن تكون الفتاتان قد علمتا بالوجهة مسبقًا، لكنهما قدّمتا القصة على أنها «سوء فهم» لجذب الاهتمام والمتابعين.
يقول السيد م.م وهو طيار مدني سابق وخبير في أمن المطارات:«النظام المعلوماتي في المطارات الأوروبية متقدّم لدرجة تمنع عمليًا مثل هذه الأخطاء. فحتى لو حدث ارتباك عند الحجز، فإن مرحلة مراقبة جواز السفر، وطباعة بطاقة الصعود، ثم المرور عبر البوابة الإلكترونية، كلّها مراحل متتالية كفيلة بكشف أي خطأ. إن احتمال أن يصعد مسافران على طائرة متجهة إلى قارة أخرى لمجرد خطأ في النطق يكاد يكون صفرًا.»
بغضّ النظر عن صحة القصة، تكشف الحادثة عن مدى سرعة انتشار الأخبار الطريفة عبر المنصات الاجتماعية، حتى عندما تبدو غير قابلة للتصديق من الناحية العملية.

