في سابقة نوعية تجسّد تطور حضور المرأة في المؤسسة العسكرية التونسية، نفّذت ثلاث مجندات من القوات الخاصة التونسية عملية قَفز حر عسكري (chute libre) ناجحة في سماء مدينة “باو” الفرنسية، وذلك في إطار دورة تدريبية متقدمة تحت إشراف مدرسة القوات المحمولة جوًا ETAP.

الخبر تم الإعلان عنه ظهر اليوم من قبل إدارة التعاون الأمني والدفاعي الفرنسية (DCSD) عبر صفحتها الرسمية على موقع “إكس”، مؤكدة أن هذه المشاركة النسائية التونسية تندرج في إطار برنامج دعم فرنسي متواصل منذ 20 سنة، عبر إيفاد خبير دائم لتأطير وحدات النخبة التونسية. الفيديو الذي يوثّق لحظة الإنزال الجوي لثلاث عسكريات تونسيات أثار إعجاب المتابعين، لما أظهره من كفاءة عالية وجاهزية ميدانية، وهو ما اعتُبر نقطة تحول في مسيرة حضور العنصر النسائي داخل الوحدات القتالية.

من 1976 إلى السماء الفرنسية
اقتحمت المرأة التونسية صفوف الجيش منذ سنة 1976، وها هي اليوم تخوض واحدة من أكثر المهام دقة وخطورة، في مجال طالما احتُكر من قبل الرجال، كالقوات الخاصة والعمليات الجوية.
هذا الإنجاز ليس فقط خطوة مهنية، بل رسالة قوية على التمكين والاحترافية والمساواة داخل المؤسسة العسكرية، ويعكس تطور العقيدة العسكرية التونسية في استيعاب الكفاءات بغض النظر عن النوع الاجتماعي.
منذ سنوات، حرصت فرنسا على مواكبة تطوير قدرات الجيش التونسي، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، عبر توفير برامج تدريب، ومرافقة تقنية، وتبادل خبرات في المجالات الحساسة كالقوات الخاصة، ومكافحة الإرهاب، وحماية المنشآت الحيوية.


