كشف الأستاذ مراد عطوشي، من المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، عن تسجيل حالات نفوق لعدد من الأسماك بمصب وادي بولدين بمنطقة قربة، كما نفق دلفين من نوع Tursiops truncatus بعد أن علق على شاطئ حمام الأنف.
وقد تدخلت فرق المعهد ميدانيًا للمعاينة وأخذ العينات بهدف إجراء التحاليل اللازمة وفهم أسباب هذه الظواهر.
رُكود المياه واختناق الأسماك
وفق المعطيات التي قدّمها الأستاذ عطوشي، فإن مصب وادي بولدين يُعد من المناطق الرطبة غير المتصلة بالبحر حاليًا، وهو ما ساهم في ركود المياه وارتفاع درجات حرارتها، إضافة إلى وجود كميات من المواد العضوية، مما أدى إلى نمو مفرط للطحالب المجهرية.
هذا النمو غير المتوازن تسبب في نقص شديد في الأوكسجين المذاب في الماء، ما أدى إلى اختناق الأسماك ونفوقها، خاصة من نوع البوري، إلى جانب أسماك الحنشة والسرطان الأزرق.

دلفين نافق على شاطئ حمام الأنف
وفي حادثة منفصلة، تم إشعار المعهد بوجود دلفين نافق يبلغ طوله 3.05 متر، على شاطئ حمام الأنف قرب مطعم “La Sirène”. وقد تنقل فريق من المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار إلى الموقع لمعاينة الجثة التي كانت في حالة متقدمة من التحلل، وتم نقلها بالتنسيق مع المصالح البلدية إلى المستودع البلدي، حيث أُخذت عينات منها لإجراء تحاليل مخبرية.
تحرّك منسق وتعاون مؤسسي
أشار الأستاذ عطوشي إلى أهمية التنسيق الفوري بين مختلف الأطراف المتدخلة، على غرار السلطات المحلية، وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، مؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي، بالإضافة إلى شبكة مراقبة شحوط السلاحف والثدييات البحرية، التي سهرت على تأمين العمليات الميدانية وتوفير الظروف المناسبة لأخذ العينات.

دعوة إلى اليقظة البيئية
تؤكد هذه الحوادث، بحسب الخبير، على هشاشة النظم البيئية الساحلية والمناطق الرطبة، التي أصبحت أكثر عرضة للاضطرابات نتيجة التغيرات المناخية وغياب التجدد الطبيعي للمياه. ويُخشى أن تتكرر هذه الظواهر خلال أشهر الصيف، ما لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية ومتابعة مستمرة لجودة المياه وبيئة الثروات البحرية.

