أثار عضو مجلس نواب الشعب عبد الستار الزارعي جدلاً واسعًا بعد دعوته خلال جلسة مناقشة مهمة الأسرة والمرأة والطفولة إلى تنقيح مجلة الأحوال الشخصية واعتماد تعدد الزوجات، معتبراً أنّ مراجعة القوانين «ضرورية لصالح المرأة والطفل والرجل».
مداخلة الزارعي أثارت موجة انتقادات داخل البرلمان وخارجه، غير أن أبرز ردّ جاء من القيادي في حركة الشعب، النائب خالد الكريشي، الذي اختار السخرية اللاذعة للردّ على الطرح.
وقال الكريشي في تدوينة تجاوزت التهكم المباشر إلى فضح ما اعتبره «عبثاً دستورياً»:
«برافو سيادة النائب؛ ألفُ قبلةٍ على جبينك… أنت أكثر موظف تشريعي التزامًا بالدستور، وتحديدًا بالفصل الخامس منه، فيما الباقون تائهون بين النفاق والخوف والمجاملة.»
وأضاف:
«أنت فخرٌ للدستوريين داخل تونس وخارجها؛ فقد تفوّقتَ على جيمس ماديسون، وقدّمتَ المثال على عبقرية تونس ذات الثلاثة آلاف سنة من الحضارة.»
واعتبر الكريشي أن من يهاجمون دعوة الزارعي يعيشون «حالة شيزوفرينيا»، مضيفاً بسخرية: «ربي يهديهم… فقد قبلوا بالدستور على مراد الله.»
وفي خلفية هذا الموقف، ربما أراد الكريشي التنبيه إلى خطورة ما تضمّنه الفصل الخامس من دستور 2022 الذي ينصّ على أنّ:
«تونس جزء من الأمة الإسلاميّة، وعلى الدولة وحدها أن تعمل… على تحقيق مقاصد الإسلام الحنيف في الحفاظ على النفس والعرض والمال والدين والحرية.»
واستعمل الكريشي هذا الفصل تحديدًا للتأكيد – بسخرية مُبطّنة – أنّ مثل هذه الدعوات ليست سوى نتيجة طبيعية لتأويلات مفتوحة سمح بها الدستور الجديد، داعياً التونسيين إلى «التأمل جيدًا» في مضامينه.


