الرئيسيةآخر الأخبارالمواقع الإباحية ضمن أكثر المنصات زيارة في تونس: أرقام صادمة

المواقع الإباحية ضمن أكثر المنصات زيارة في تونس: أرقام صادمة

أظهرت بيانات حديثة من موقع تتبّع حركة الإنترنت SimilarWeb أرقامًا لافتة حول طبيعة المواقع الأكثر زيارة في تونس، حيث تبيّن أن المواقع الإباحية تحتل مراتب متقدّمة جدًا ضمن قائمة أكثر المنصات تصفحًا من قبل المستخدمين التونسيين، إلى جانب محركات البحث وشبكات التواصل الاجتماعي.

فوفقًا للإحصائيات، يأتي موقع Pornhub في المرتبة الثالثة بعد “Google” و”Facebook” بنحو 15.5 مليون زيارة شهرية، متقدّمًا على مواقع إخبارية عالمية ومنصات ترفيهية كبرى. كما سجّلت مواقع مشابهة مثل Xvideos وXnxx نسب زيارات مرتفعة، تُقدّر مجتمعة بأكثر من 30 مليون زيارة شهريًا، ما يجعلها من بين أكثر الوجهات الرقمية استقطابًا في تونس.

تثير هذه الأرقام جملة من التساؤلات حول أنماط الاستهلاك الرقمي لدى المستخدم التونسي، لا سيما في ظل غياب سياسات فعّالة للتربية الإعلامية والرقمية داخل المؤسسات التربوية والثقافية.


ويرى مختصون في علم الاجتماع الرقمي أن هذه الظاهرة لا يمكن قراءتها بمعزل عن التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الشباب، من بطالة وقلق مستقبلي وغياب فضاءات بديلة للتعبير والترفيه، ما يدفع كثيرين إلى العالم الافتراضي كوسيلة للهروب أو التعويض النفسي.

ويعتبر الباحثون في الثقافة الرقمية أن “الرقم ليس صادمًا فقط من حيث الكمّ، بل من حيث الدلالة الثقافية، إذ يعكس هشاشة في التكوين القيمي والرقمي للمستخدم التونسي، وغياب تام للتثقيف الجنسي العلمي داخل المنظومة التربوية”.

غياب الرقابة وضعف التوعية

رغم أن عديد الدول تعتمد آليات تقنية للحدّ من الوصول إلى المحتويات الإباحية عبر الإنترنت، فإن تونس لا تطبّق أي حظر رسمي على هذه المواقع، وهو ما يجعل الوصول إليها متاحًا بسهولة لكل الفئات العمرية، بمن فيهم القاصرون.


ويؤكد مختصون أن الحل لا يكمن في المنع بقدر ما يتمثل في تثقيف الأجيال رقمياً وجنسيًا، وتوفير بدائل ترفيهية وثقافية قادرة على جذب الشباب بعيدًا عن المحتويات المضرّة.

تُظهر هذه الأرقام أن المجتمع التونسي بحاجة إلى نقاش صريح حول السلوك الرقمي، بعيدًا عن الأحكام الأخلاقية الجاهزة. فالقضية تتعلق بالأمن النفسي والثقافي للأجيال الجديدة، وبكيفية مرافقتها في فضاء افتراضي مفتوح لا حدود له.

ويُجمع الخبراء على أن معالجة الظاهرة تتطلب تعاونًا بين الأسرة والمدرسة والإعلام من جهة، والدولة والهيئات المختصة من جهة أخرى، لوضع إستراتيجية وطنية شاملة توازن بين الحرية والمسؤولية، وتُكرّس ثقافة استخدام آمن ومسؤول للإنترنت.

— المواقع الإباحية ضمن أكثر المنصات زيارة في تونس: أرقام صادمة
مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!