كشفت صحيفة The Guardian البريطانية في عددها الصادر يوم الخميس عن عملية استخباراتية خاصة موّلتها دولة قطر، استهدفت المرأة التي اتهمت المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بالاعتداء الجنسي، في محاولة لكشف تفاصيل شخصية عنها وتقويض مصداقيتها.
ووفق الوثائق التي اطلعت عليها الصحيفة، فقد استعانت الدوحة بشركة استشارات أمنية تُعرف باسم Highgate، وهي مؤسسة متخصصة في إدارة “القضايا عالية الحساسية”، لتقود العملية بمساعدة شركة استخبارات خاصة ثانية تدعى Elicius Intelligence.
التحقيق الذي أُطلق عليه داخلياً اسم “مشروع البلد Q”، كان يهدف إلى جمع معلومات شخصية دقيقة عن المرأة، من بينها بيانات عن طفلها وزوجها ووالدي زوجها، وحتى شهادة ميلاد الطفل، بحسب ما ورد في وثائق العملية.
خلفية القضية
المرأة المعنية هي محامية سابقة عملت مباشرة مع كريم خان داخل المحكمة الجنائية الدولية، وقد اتهمته في أواخر عام 2024 بممارسة سلوك جنسي قسري واستغلال للسلطة خلال رحلات عمل وفي مكتبه وحتى في منزله.
القضية تخضع حالياً لتحقيق من قبل هيئة رقابية تابعة للأمم المتحدة، ولم تُعلن نتائجه رغم مرور ما يقارب العام. كما أفادت الغارديان بأن امرأة ثانية كانت متدربة في مكتب خان تقدّمت هي الأخرى بشكاية تتعلق بسوء المعاملة.
سياق سياسي متوتر
المقربون من كريم خان يعتقدون أن هذه الاتهامات جاءت ضمن حملة تشويه تقف وراءها إسرائيل، بعد أن قرر خان في عام 2024 السعي لإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهم تتعلق بجرائم حرب في غزة.
في المقابل، أظهر التحقيق أن العملية الممولة قطرياً كانت تحاول التأكد مما إذا كانت المرأة أو عائلتها مرتبطة بإسرائيل، وذلك في مسعى لإظهار أن الاتهامات ضد خان “مدفوعة سياسياً”.
المواقف الرسمية
شركة Highgate نفت أن تكون الحكومة القطرية قد موّلت العملية، وقالت إن مهمتها كانت تهدف إلى “تقييم مستقل لاحتمال وجود أنشطة سرية أو غير قانونية قد تُقوّض مصداقية المحكمة الجنائية الدولية”.
أما المحامي العام كريم خان فقد نفى جميع الاتهامات المنسوبة إليه، مؤكداً عبر محاميه أنه “كان ضحية حملة منظمة لتشويه سمعته”.
وقالت الغارديان إنها لم تعثر على أي دليل يثبت تورط خان شخصياً في هذه العملية، بينما رفضت شركة Elicius Intelligence التعليق، كما لم تردّ الحكومة القطرية على استفسارات الصحيفة.
المرأة التي تقدّمت بالاتهام عبّرت عن صدمتها بعد علمها بوجود عملية استخباراتية استهدفتها، قائلة:“فكرة أن شركات استخباراتية خاصة قد كُلّفت باستهدافي أمر لا يمكن تصوّره ومؤلم للغاية. لقد كرّست حياتي لخدمة العدالة الدولية، لا لأصبح ضحية لها.”
