الرئيسيةآخر الأخبارعودة الصحراء التونسية إلى المشهد السياحي العالمي

عودة الصحراء التونسية إلى المشهد السياحي العالمي

تعيش مناطق الجنوب التونسي، وخاصة ولايات توزر وقبلي ودوز، انتعاشة لافتة تعيدها تدريجيًا إلى الواجهة الدولية كوجهات مميّزة لعشّاق الصحراء والواحات. هذا الاهتمام المتجدد من قبل السياح الأجانب، الذي غاب أو تراجع في السنوات الأخيرة، عاد بقوّة ليضع الجنوب ضمن أفضل عشر وجهات عالمية للزيارة في 2024، حسب تصنيفات متخصّصة أكّدت عودة الصحراء التونسية إلى المشهد السياحي العالمي.

مؤشرات إيجابية من توزر

وفي هذا السياق، تسجّل ولاية توزر ارتفاعًا ملحوظًا في الحجوزات الفندقية تزامنًا مع انطلاق موسم السياحة الشتوية وعطلة المدارس، وهي فترات تُعدّ تقليديًا ذروة الإقبال على رحلات الصحراء.


وأكد المندوب الجهوي للسياحة، عادل صبيطة، أنّ عدد الوافدين وعدد الليالي المقضاة شهدا نموًا مهمًا، حيث ارتفعت الليالي المقضاة خلال شهر أكتوبر وحده بنسبة 15.2%، وفقًا للأرقام الرسمية التي نقلتها وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات).

دينامية وطنية ومؤشرات نمو قوية

هذا النشاط المحلّي في توزر يوازيه زخم وطني واسع في كامل القطاع السياحي التونسي. وتشير التقديرات إلى أنّ عدد الزوّار في 2025 سيتجاوز 11 مليون سائح، وهو رقم يُعدّ إنجازًا اقتصاديًا بارزًا يعزّز موارد البلاد من العملة الصعبة.

ففي سنة 2024، سجّل عدد السياح الأوروبيين ارتفاعًا بنسبة 16.9% مقارنة بعام 2023، ما يؤكّد نجاح تونس في تعزيز حضورها داخل الأسواق الأوروبية التقليدية. كما سجّل القطاع أرقامًا مميّزة في أسواق أخرى: 72 ألف سائح أمريكي، و57 ألفًا من الشرق الأوسط، و57,650 زائرًا من إفريقيا جنوب الصحراء، و23 ألف سائح صيني، وهو ما يعكس تنوّعًا جغرافيًا متزايدًا للطلب السياحي على الوجهة التونسية.

حملة ترويجية كبرى ورؤية متجدّدة

ولمواكبة هذا الزخم، أطلق الديوان الوطني التونسي للسياحة حملة ترويجية دولية واسعة سنة 2025، خُصّصت للترويج لصورة تونس كوجهة متكاملة ومتنوّعة. وقد خُصّص اجتماع وزاري موسّع لتقييم هذه الحملة، بمشاركة مهنيين وخبراء في القطاع السياحي.


وخلال اللقاء، تمّ التأكيد على أهمية المشاركة النشطة في المعارض والصالونات الدولية، لما تمثّله من فرص لجذب الاستثمارات الأجنبية وتكريس مبادئ السياحة المستدامة. كما ركّزت الاستراتيجية الجديدة على تطوير مسالك سياحية مبتكرة تستجيب لتطلّعات المسافرين الباحثين عن تجارب أصيلة ومميّزة.

استدامة النجاح ورفع جودة التجربة

ولضمان استمرارية هذا النجاح، دعا الفاعلون في القطاع إلى تعزيز التنسيق بين كل المتدخلين، بما في ذلك البعثات الدبلوماسية والمكاتب السياحية التونسية بالخارج، لتوحيد الجهود نحو ترسيخ صورة إيجابية لتونس في الأسواق العالمية.

ويُجمع المراقبون على أنّ مستقبل السياحة الصحراوية في تونس مرهون بالاستثمار في الجودة، والسلامة، والتكوين المحلي، مع الحرص على حماية الموارد الطبيعية الفريدة في واحات الجنوب وصحراء توزر، التي تُعدّ من أثمن الكنوز البيئية والسياحية للبلاد.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!