يُقال إن “المال لا يجلب السعادة”، لكن دراسة أجراها باحثان من كلية هارفارد للأعمال تثبت العكس. فقد شملت الدراسة 1000 موظف، وخلصت إلى أن الراتب السنوي اللازم للسعادة هو 75,000 دولار أمريكي، أي حوالي 65,000 يورو سنويًا، أو 5,300 يورو شهريًا في فرنسا
الواقع الفرنسي
هذا المبلغ يفوق بكثير متوسط الرواتب في فرنسا لعام 2024، الذي يبلغ 2,735 يورو شهريًا، والراتب الوسيط 2,147 يورو حسب إنسي.
الواقع التونسي
في تونس، إذا طبّقنا نفس معيار الدراسة (حوالي 5,300 يورو شهريًا كعتبة “الراحة والسعادة” المادية في فرنسا)، فهذا يعادل تقريبًا بين 17 و18 ألف دينار تونسي في الشهر حسب معدل صرف 1 يورو ≈ 3,36 د.ت في 2024–2025 تقريبًا.
عمليًا، لا يمكن نقل رقم 5,300 يورو كما هو إلى تونس، لأن كلفة العيش أقل ولكن أيضًا المداخيل أقل بكثير، لذلك “سقف المال الذي يريحك” سيكون أدنى بكثير بالدينار، لكن لا توجد دراسة تونسية دقيقة مشابهة لتلك الخاصة بهارفارد حتى اليوم.
تقريبًا، يمكن القول إن “مستوى راحة” يقابل فكرة الدراسة (أي أن المال يُزيل أغلب الضغوط اليومية) في تونس يكون في حدود 3,000 إلى 4,500 دينار شهريًا للأسرة المتوسطة في مدينة كبرى، وليس 17–18 ألف دينار كما يعطيه الإسقاط الحرفي لمعيار 5,300 يورو في فرنسا.
في المقابل، بعض الاقتصاديين التونسيين قدّروا أن “دخلًا كريمًا” يغطي الضروريات بشكل مريح للفرد/الأسرة يدور حول 4,200 د.ت شهريًا في ظل الغلاء الحالي، ما يجعل مجال 3,000–4,500 د.ت مستوى واقعيًا تقريبيًا لمرحلة يشعر فيها الكثيرون أن المال خفّف عنهم الجزء الأكبر من الضغوط اليومية

