في تصعيد ميداني جديد ضمن النزاع العسكري المستمر بالسودان، نفذت قوات الدعم السريع عملية عسكرية “دقيقة” باستخدام الطيران الحربي في محور كردفان، أسفرت عن مقتل قيادييْن بارزيْن من معسكر بورتسودان.
وأعلنت قوات الدعم السريع، في بيان لها، أن الغارة الجوية أسفرت عن مقتل العميد عباس محمد تروني، الناطق الرسمي باسم حركة تجمع قوى تحرير السودان، إلى جانب عضو مجلس السيادة عبد الله يحيى.
وقد اعتبرت العملية جزءًا من “استراتيجيتها الجديدة المعتمدة على السلاح الجوي” لحماية المدنيين، في مواجهة ما وصفته بـ”الغارات الجوية العشوائية” التي ينفذها الجيش السوداني.
إسقاط طائرات مسيّرة في الفاشر ونيالا
وفي سياق العمليات الجوية المتبادلة، أعلنت قوات الدعم السريع في 12 جويلية الجاري، عن إسقاط طائرة مسيّرة هجومية من طراز “بيرقدار أكنجي” تركية الصنع، تابعة للقوات المسلحة السودانية، في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وأوضحت أن الطائرة كانت قد نفذت سلسلة غارات وصفتها بالعشوائية، استهدفت مناطق مدنية بينها زمزم، الكومة، ومليط، بالإضافة إلى منشآت حيوية كمستشفيات ومدارس ومعسكرات نازحين.

وفي حادثة مماثلة خلال جوان الماضي، أسقطت الدفاعات الجوية التابعة لقوات الدعم السريع طائرة مسيّرة أخرى فوق مدينة نيالا بجنوب دارفور، عقب قصف جوي أودى بحياة عشرات المدنيين. واعتبرت قوات الدعم السريع أن استخدام طائرات هجومية عالية الحمولة، مثل “أكنجي”، يؤكد “إصرار جيش الحركة الإسلامية على استهداف المدنيين بأسلحة فتاكة”، على حد تعبيرها، متعهدة بالتصدي لتلك الهجمات الجوية.
اتهامات دولية للجيش بارتكاب جرائم حرب
وفي تقرير صدر في 4 جوان الماضي، اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” القوات المسلحة السودانية بارتكاب جرائم حرب من خلال شن غارات جوية عشوائية على مناطق سكنية وتجارية في نيالا، جنوب دارفور، خلال فبراير المنقضي. وقال التقرير إن الجيش استخدم “قنابل غير موجهة” في هجمات أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
من جانبه، صرّح جان باتيست غالوبان، الباحث في قسم الأزمات والنزاعات في المنظمة، أن “قصف الجيش لأحياء مكتظة بالسكان في نيالا أدى إلى مقتل رجال ونساء وأطفال، وخلّف دمارًا واسعًا ونزوحًا جماعيًا.”
وبدورها، أشارت منظمة “أطباء بلا حدود” إلى مقتل 32 مدنيًا وإصابة العشرات، عقب غارة جوية استهدفت متجرًا قرب مستشفى مكة للعيون في شارع مكتظ وسط نيالا، وفق روايات شهود عيان.

