يشهد أسطول “الصمود” منذ الليلة الماضية تصعيدًا خطيرًا في وتيرة الهجمات بالطائرات المسيّرة، وسط تحليق مكثف فوق عدد من سفن الأسطول. وأكد وائل نوار، أحد المسؤولين الميدانيين في الأسطول، أن الليلة عرفت تحليق ما لا يقل عن اثنتي عشرة طائرة مسيرة على مسافة قريبة جدًا من السفينة “ألما”، ما يرجح احتمال استهدافها خلال الساعات القادمة.
وأوضح نوار أن هجومًا مباشرًا وقع على سفينتين من الأسطول، هما “يولارا” و”أوهوايلا”، حيث أطلقت إحدى المسيّرات قنبلة دخانية، بينما ارتطم مقذوف آخر بحاجز السفينة وسقط في البحر دون أن يحدث أضرارًا بشرية أو مادية كبيرة.
كما أفاد أن السفينة “دير ياسين” تشهد في هذه الأثناء تحليقًا لخمس مسيّرات على ارتفاع متوسط، مع حالة استنفار قصوى بين أفراد الطاقم وتفعيل بروتوكولات الأمان.
وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة حوادث سابقة رُصدت خلال الأيام الماضية، حيث تم تسجيل مرور ثلاث مسيّرات مجهولة فوق سفينة “مالي/دير ياسين”، إحداها اقتربت بشكل خطير من هيكل السفينة، مما اضطر الطاقم إلى تنفيذ إجراءات السلامة بشكل عاجل.
ويُذكر أن مصادر بحرية حذرت مؤخرًا من مخاطر متزايدة تهدد سلامة الأسطول، خصوصًا بعد تقارير عن نشاط غير مسبوق للطائرات المسيّرة في المنطقة البحرية التي يبحر فيها.
ولا تزال هوية الجهات المسؤولة عن هذه الهجمات مجهولة حتى الآن، فيما تتواصل المتابعة الدولية للموقف وسط مخاوف من تصعيد أكبر خلال الساعات القادمة ولا يستبعد ان تكون القوات الاسرائلية وراء ما حدث .
وهددت إسرائيل، أمس الاثنين، أسطول الصمود العالمي بمنعه من دخول ما سمتها منطقة قتالية وخرقه الحصار المفروض على قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن تل أبيب لن تسمح للسفن بدخول منطقة قتالية نشطة ولن تسمح بخرق الحصار البحري “القانوني”، متهمة حركة حماس بتنظيم رحلة الأسطول خدمة لأغراضها.
وجاء في البيان أن السفن يمكن أن ترسو في ميناء عسقلان، حيث يمكن نقل المساعدات إلى غزة.
وأضاف أنه إذا كانت رغبة المشاركين في الأسطول إيصال المساعدات الإنسانية وليس خدمة حماس، فإن إسرائيل تدعو السفن إلى الرسو في مارينا أشكلون وتفريغ المساعدات هناك، حيث ستُنقل بسرعة وبطريقة منسقة إلى قطاع غزة.
وأبحر أسطول الصمود العالمي الذي يضم عاملين في المجال الإنساني وأطباء وفنانين وناشطين من 44 دولة، وفقا لموقعه الإلكتروني، في اتجاه غزة، سابقا هذا الشهر، من تونس بعد تأجيلات متكررة.
