في تدوينة نقدية صريحة، عبّر المسرحي الكبير توفيق الجبالي عن أسفه العميق لما آل إليه مهرجان دقة الدولي، أحد أعرق المهرجانات الثقافية في تونس، والذي تأسس سنة 1976.
واعتبر الجبالي أن ما شهده من ظروف خلال مشاركته في دورة الموسم الماضي لا يليق لا باسم المهرجان ولا بتقاليده الفنية.
وعدّد الجبالي جملة من النقائص التي وصفها بـ”العبثية”، من بينها:
- غياب غرفة ملابس للفنانين، وانعدام مرافق صحية مخصّصة لهم، مع دعوة غريبة لاستعمال دورات المياه المعدّة للجمهور، رغم أن المكان أثري ومدير المهرجان يمنع ذلك.
- رفض كراء فضاءات خارجية لتوفير الحد الأدنى من شروط العمل، بحجة أن “كلفتها باهظة”.
- منع الفنانين من استخدام مأوى السيارات بالمكان لأنه “مخصص فقط لقوات الأمن”، ما أجبرهم على ركن سياراتهم بعيدًا في مواقف مخصّصة للعموم.
- تشويش الإضاءة الخارجية الإشهارية على أجواء العرض المسرحي، دون أي استعداد لإيقافها أو تعديلها.
- الفوضى التي يحدثها المتطوّعون وأعوان السلامة أنفسهم، وهم من المفترض أن يضمنوا النظام لا أن يساهموا في الإخلال به.
- خلال العرض، أطلق أحد المتفرجين تعليقات سمجة وسخيفة طيلة الوقت، دون أن يُردع أو يُمنع، فقط لأنه “ابن زميل”، وفق رواية الجبالي.
وختم الجبالي تدوينته بنبرة حزينة قائلاً: “مهرجان دقة لا يستحق هذا المستوى من الإهمال والفوضى… ما هكذا تُصان المواعيد الثقافية الكبرى.”
