كشف رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة، أحمد بالطيب، أن السياحة الداخلية في تونس شهدت نموًا ملحوظًا خلال سنة 2024، حيث بلغ عدد السياح التونسيين نحو 1.25 مليون زائر، يمثلون 25% من مجموع الليالي المقضاة في النزل، و38% من حجم المعاملات السياحية، خاصة خلال ذروة الموسم الممتدة بين جويلية وأوت وسبتمبر.
وفي ردّه على شكاوى المواطنين من غلاء الأسعار مقارنة بالسياح الأجانب، اعتبر بالطيب أن “الحديث عن فوارق كبيرة في الأسعار فيه الكثير من التهويل”، مشيرًا إلى أن الزيادات الموسمية تشمل الجميع دون استثناء، وأن المقارنات السليمة يجب أن تتم بين نفس الفئات ونفس خدمات الإقامة.
وأضاف أن بعض العائلات التونسية تفضل الإقامة بنظام “شامل كليًا” في نزل فاخرة لثلاث ليالٍ أو أكثر، ما يرفع التكلفة، خصوصًا مع غياب آليات للدفع بالتقسيط، وهو ما يجعل كلفة الليلة الواحدة لعائلة تونسية من 4 أفراد تتراوح بين 500 و800 دينار في النزل المتوسطة، وتتجاوز 1000 دينار في النزل الفاخرة خلال موسم الذروة.
وتُظهر معطيات حديثة أن سعر الليلة في نزل 4 نجوم بلغ في تونس الكبرى حوالي 336 دينارًا، بينما وصل في المناطق السياحية كـنابل والحمامات إلى 525 دينارًا، ما يعكس فروقات في الأسعار حسب الوجهات ومستوى الخدمات.

وأشار بالطيب إلى أن إيقاف العمل بالشيكات مؤجلة الدفع أثّر سلبًا على السياحة الداخلية، ما تسبب في تراجع مبيعات وكالات الأسفار بنسبة تتراوح بين 20 و30%، داعيًا إلى اعتماد صيغ تمويل بديلة مثل “شيكات العطل” (Chèques Vacances) كما هو معمول به في بعض الدول الأوروبية، لتيسير الحجوزات للعائلات التونسية.
واختتم بالطيب بالتأكيد على أن أكثر من 1000 وكالة أسفار تونسية، من بينها نحو 30 وكالة رقمية، تبذل جهودًا مكثفة لتوفير عروض مناسبة للقدرة الشرائية للمواطن، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وتحديات تمويلية واضحة.

