في خطوة جديدة تواكب التحولات الرقمية العالمية، كشف المعهد العربي لرؤساء المؤسسات (IACE)، اليوم الأربعاء، عن تقرير جديد يسلّط الضوء على التغيرات العميقة التي يشهدها قطاع السياحة في تونس، في ظل تنامي استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (IA).
وأكد التقرير أن السياحة التونسية تقف على أعتاب مرحلة تحول رقمي كبرى، تستوجب استجابة وطنية مهيكلة، داعيًا إلى إحداث حاضنة تكنولوجية مخصصة لدعم الابتكار في هذا القطاع الحيوي. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من مختلف مراحل الرحلة السياحية على مستوى العالم، انطلاقًا من البحث عن الوجهات والحجز، وصولًا إلى التفاعل المباشر خلال الإقامة، ثم تقييم التجربة بعد العودة.
ويرى المعهد أن هذه التحولات لا تقتصر على الأتمتة فحسب، بل تسهم في إحداث تغيير جوهري في منطق تخصيص العروض السياحية، وتوقّع تدفّقات الزوار، وتحسين إدارة الاستدامة. كما أبرز التقرير أن الحفاظ على تنافسية الوجهة التونسية يقتضي دمج التقدم الرقمي مع تأهيل رأس المال البشري، من خلال الاستثمار في التكوين المهني، وضمان معايير عالية في جودة خدمات الضيافة.
واستشهد التقرير بمؤشر تطوير السياحة والسفر لسنة 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي شدّد بدوره على ضرورة التوازن بين التقنيات المتطورة والكفاءات البشرية، معتبرًا أن الدول التي تنجح في هذا الدمج ستكون الأفضل استعدادًا لمستقبل السياحة.
وتضمن التقرير أمثلة لتجارب دولية رائدة في هذا المجال، على غرار اعتماد تقنيات التعرف على الوجه في المطارات الآسيوية، والغرف الذكية المتصلة في الفنادق الأوروبية، واستخدام المساعدات الصوتية لإثراء مسارات الزوار.
ويؤكد المعهد في ختام تقريره أن الهدف من إدماج الذكاء الاصطناعي في القطاع السياحي يتمثل في تحسين العمليات التشغيلية، وتعزيز تجربة السائح بشكل نوعي، بما يعزّز من جاذبية الوجهة التونسية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
