أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في كلمته اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه أنهى سبع حروب منذ توليه الرئاسة في جانفي الماضي، وذلك دون أي مساعدة من أحد.
نعم، ترامب يُصرّ على أن الأمم المتحدة لم تُحرك ساكنًا، وأنه كان عليه القيام بما يُفترض أن تقوم به المنظمة الدولية منذ عقود، وبيده وحده!
وبحسب قائمة الحروب التي ادعى ترامب أنه أنهىها، فإنها تشمل: إسرائيل وإيران، روندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، تايلاند وكمبوديا، أرمينيا وأذربيجان، باكستان و الهند، مصر وإثيوبيا، وصربيا وكوسوفو.
الجدير بالذكر أن بعض هذه “الحروب” لم تكن حروبًا فعلية، بل مجرد اشتباكات محدودة أو نزاعات دبلوماسية. مثلاً، النزاع بين إسرائيل وإيران في جوان الماضي شهد قتالًا محدودًا أودى بحياة 28 إسرائيليًا ومئات الإيرانيين، ثم تم التوصل إلى هدنة بمساعدة قطر، والفضل – طبعا – يعود حسب ترامب له وحده.
أما النزاعات الأخرى، مثل باكستان والهند، فقد نفى المسؤولون الهنود تدخل ترامب، مما يتركنا في حيرة: هل ترامب يمتلك آلة زمنية لإلغاء الحروب، أم أنه ببساطة يعيد صياغة التاريخ بأسلوبه الخاص؟
ولم ننسى بالطبع ممر ترامب للسلام والازدهار (TRIPP) بين أرمينيا وأذربيجان، الذي يبدو أنه ابتكار مذهل يجمع بين الدبلوماسية والهندسة الجغرافية، وكل ذلك باسم “ترامب”!
الخبراء يصفون هذه التصريحات بأنها “وجهة نظر شخصية للغاية”، مشيرين إلى أن بعض النزاعات لم تنتهِ، وبعضها كان أصلاً مجرد صراعات صغيرة يمكن حلها بالقهوة والشاي قبل أن نحتاج إلى تدخل الرئيس الأمريكي.
في النهاية، يبدو أن ترامب قد وجد وصفته السحرية: أنهاء سبع حروب في أقل من عام، بدون مساعدة أحد، وبحضور كاميرات الأمم المتحدة فقط. ومن يجرؤ على إنكار ذلك؟
ولكن السؤال يبقى: هل نسي ترامب أن بلاده استخدمت الفيتو الأسبوع الماضي ضد قرار يدعو إلى إنهاء مذبحة القرن الـ21 في غزة؟

