في سياق تصاعد المخاوف من انتشار شبكات تهريب وترويج المخدرات العابرة للحدود، أصدرت المحاكم التونسية خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الأحكام القضائية الصارمة، شملت أجانب وتونسيين متورطين في جلب كميات من المواد المخدّرة الخطرة إلى البلاد.
السجن 40 سنة لأجنبيين… والكوكايين كان موجّهًا للملاهي
في قضية هزت الرأي العام، قضت المحكمة الابتدائية بالعاصمة تونس، يوم 28 جوان 2025، بسجن شخصين أجنبيين 40 سنة لكل منهما، بعد ثبوت تورطهما في إدخال شحنة من المخدرات إلى البلاد بهدف ترويجها داخل الملاهي الليلية، مستهدفين أساسًا فئة الشبان.
كما قضت المحكمة بتغريمهما 200 ألف دينار تونسي . ورغم عدم الكشف عن جنسيتيهما، أكدت المعطيات أن المخدرات كانت معدّة للتوزيع الليلي في العاصمة، ضمن خطة ممنهجة لشبكة منظمة.
“ناقل الطرود” يسقط في حلق الوادي
وفي تطور جديد تم أمس 2 جويلية 2025، أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس حكمًا بالسجن 18 سنة مع النفاذ العاجل ضد متهم تونسي في العقد الرابع، تم إيقافه في ميناء حلق الوادي فور وصوله من مدينة مارسيليا الفرنسية.
وقد وصفته السلطات بـ”ناقل طرود مخدرات“، وذلك بعد أن ضبطت بحوزته 10 أكياس من الكوكايين كانت مخفية بإتقان داخل تجاويف سفلية في حقيبة سفره، بطريقة يصعب كشفها. وقد وُجهت إليه تهم جلب وحيازة مواد مخدرة خطرة والانخراط في شبكة دولية للاتجار بالمخدرات.
امرأة ستينية من مطار قرطاج إلى السجن
قبل أيام، أصدرت المحكمة أيضًا حكمًا بـالسجن 12 سنة وغرامة مالية بـ20 ألف دينار ضد امرأة تونسية في الستين من عمرها، ضُبطت سنة 2024 بمطار تونس قرطاج قادمة من تركيا، وبحوزتها كمية من الكوكايين أخفتها داخل حقيبة سفرها. التحقيقات أكدت انخراطها في شبكة دولية لتهريب المخدرات.
تشير التقارير الأمنية إلى أن شبكات التهريب لا تعتمد فقط على الطرق التقليدية، بل تلجأ إلى أساليب معقدة ومتنوعة لتفادي الرصد، ومن أبرزها:
- الحقائب المفخخة والمزدوجة: حيث تُخفى المواد المخدرة في تجاويف مموهة ضمن الأمتعة.
- الكبسولات البشرية: عبر ابتلاع كبسولات مليئة بالكوكايين أو الهيروين، وهي تقنية خطيرة جدًا قد تؤدي إلى الوفاة في حال تسرب المواد داخل الجسم.
- الطرود البريدية: تمرير الشحنات عبر البريد الدولي أو الخاص إلى عناوين وهمية.
- السيارات المعدّلة: استعمال حجرات سرّية ضمن المركبات تمرّ عبر الموانئ أو الحدود البرية.
- اليخوت والقوارب الترفيهية: في عمليات جلب من أوروبا، خاصة من السواحل الإسبانية والفرنسية.
5000 موقوف سنة 2024… والحملات متواصلة
وفي جانفي الماضي أكد حسام الدين الجبابلي المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي أن عدد الموقوفين المتورطين في جرائم مخدرات سنة 2024 بلغ نحو خمسة آلاف شخص، وشملت الحملة تجارًا ومستهلكين ومهربين. وتواصلت خلال الأشهر الأخيرة حملات أمنية مشددة استهدفت محيط المؤسسات التعليمية، الملاهي الليلية، الأحياء الشعبية، والأسواق الأسبوعية.

