مع انطلاق الموسم السياحي، كان يُفترض أن تستعد منطقة قمرت، جوهرة الضاحية الشمالية لتونس، لاستقبال زوارها بمشهد يليق بمكانتها كواحدة من أبرز الواجهات السياحية في البلاد.
لكن الواقع يصدم كل من تطأ قدمه هذا الموقع، حيث تقبع كارثة بيئية وسط صمت مريب.
فعلى بعد أمتار قليلة من الشاطئ، تقبع بقايا محطة لتجميع مياه الأمطار، تحولت منذ مدة إلى ما يشبه المستنقع القذر، حاضنة للأوساخ، وتكاثر الحشرات، ومصدر روائح كريهة تخنق الأنفاس. مما يدفع الى الشك ان كانت هذه المنشأة تُستغل لتصريف المياه المستعملة، ما يهدد ليس فقط جمالية المكان، بل البيئة والصحة العامة أيضًا نتمنى الا يكون الأمر كذلك .
المثير للدهشة، وربما الغضب، أن هذا المشهد الكارثي لا يقع في منطقة نائية أو منسية، بل في قلب الشريط السياحي، تحديدًا بين الملهى الليلي الشهير “البيليونير” والنزل الفخم Four Seasons، وعلى مرمى حجر من “نزل المرادي”.

ولم يتوقف الإهمال عند هذا الحد. فعلى مقربة من هذه الفنادق الراقية، تقبع بقايا فنادق مهجورة، حيطانها متداعية وقد تساقطت أجزاء منها، بعد أن أُغلقت منذ سنوات وخلا المكان من العاملين والنزلاء.
الأسئلة تُطرح بإلحاح: أين بلديةالمكان من كل هذا؟ أين وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي؟ من يراقب ويحمي صورة تونس السياحية؟

الصور المرافقة لهذا المقال لا تُظهر فقط مظهراً مشوّهاً لمكان يُفترض أن يكون وجهة جذب، بل تكشف عن تقصير فادح في الحوكمة البيئية والسياحية، يستوجب تدخلاً عاجلاً قبل أن يُفقد قمرت ما تبقّى لها من بريق.


