الرئيسيةآخر الأخبارجدل في تونس بعد طرح شركة محلية لمكنسة تحمل اسم "كحلوشة"

جدل في تونس بعد طرح شركة محلية لمكنسة تحمل اسم “كحلوشة”

لم يمر طرح مكنسة تحمل اسم “كحلوشة” — وهي تسمية تُستخدم في الثقافة الشعبية التونسية بصورة مهينة في الإشارة إلى المرأة السوداء — دون أن يثير موجة غضب كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أعادت إلى الواجهة مسألة العلاقة المعقّدة بين اللغة، السوق، والوعي الاجتماعي بالتمييز العنصري.

التفاعل الرقمي كشف عن صدمة واسعة بين المستخدمين. فقد علّقت إمنة حبيب اللّوح بالقول: “هم يضحك وهم يبكي”. تعبير يلخص التوتر بين طرافة العبارة شعبيًا وبين وقعها المُهين حين تُستخدم تجاريًا.

أما أنيس سماعي فعبّر عن عدم تصديقه: “قل لي إنه مجرد مزحة”،

وبلهجة عامية مستغربة علّق أيمن عاشور: “يا ربي… كيفاش؟”، فيما أعلنت سندس زروقي نيتها “سرقة الصورة” لنشرها وتعميم الغضب.

أما التعليق الأكثر مباشرة فكان من أبي عزة: “يجب إيقاف هذا فورًا!”.

أنور عزابي الذي ربط المسألة بإرث تاريخي وثقافي أعمّ، قائلاً إن “العنصرية ضد السود موجودة في تونس كما في فرنسا”، مضيفًا:”الإعلام الفرنسي يركّز الكراهية على المسلمين والعرب، لكنني لاحظت أن العرب قد يكونون أحيانًا أكثر عنصرية تجاه السود… هذا مؤسف.”

تحليل عزابي أعاد النقاش إلى جذوره، معتبرًا أن المشكلة ليست مجرد خطأ تسويقي، بل انعكاس لخطابٍ شعبي ما يزال يكرّس صورًا عنصرية في تعامل المجتمع مع التونسيين من ذوي البشرة السوداء.

التعليق الساخر من صفحة Saveurs De la Marsa:
“لم يعد شيء يدهشني… الكل يعشق الـ Black Friday.”
جاء ليبرز مفارقة اللغة بين Black Friday و”كحلوشة”، كأنّ السخرية أصبحت وسيلة للقول إن السوق التجارية ما زالت تتعامل بخفة مع قضايا حساسة.

أما أمل تونسي فاكتفت بصدمة قصيرة:
“ما هذا؟! وليس حتى شيئًا يعود إلى بداية الألفينات؟!”
وهي جملة تلخّص دهشة كثيرين من أن منتجًا يحمل تسمية عنصرية ما يزال يُباع اليوم.

تشير هذه التعاليق إلى ثلاث نقاط أساسية:

  1. التطبيع مع اللغة العنصرية: استعمال كلمات مثل “كحلوشة” ما يزال موجودًا في العامية، لكن تحويله إلى علامة تجارية يُعدّ قفزة خطيرة نحو تسليع العنصرية.
  2. غياب رقابة على المضامين التسويقية: السوق التونسية تشهد بشكل متكرر استعمال أسماء أو صور تمييزية في العلامات التجارية دون تدقيق أو مساءلة.
  3. وعي اجتماعي في طور التشكل: موجة الانتقادات تُظهر أن هناك رأيًا عامًا جديدًا أكثر حساسية تجاه المسائل العرقية، يدعو لسحب المنتج ومحاسبة المسؤولين.

قضية “مكنسة كحلوشة” تحوّلت من حادثة تسويقية إلى نقاش مجتمعي واسع حول العنصرية في تونس، لتذكّر بأنّ التمييز لا يعيش فقط في القرارات والسياسات، بل يمرّ أولاً عبر اللغة والمنتجات والإشهار.

علما وان هذه المكنسة مطروحة بهذه التسمية منذ سنة 2023 .

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!