أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، أمس الأحد 28 سبتمبر 2025، عن إقامة علاقات ديبلوماسية رسمية بين الجمهورية التونسية وجمهورية ترينيداد وتوباغو،
وجرى التوقيع على بيان مشترك لإقامة العلاقات بين البلدين بمقرّ بعثة تونس الدائمة لدى الأمم المتحدة بنيويورك، بحضور ممثلي البعثتين، حيث اتفق الطرفان على تطوير التعاون في مجالات متعددة تشمل الاقتصاد والطاقة والسياحة والتعليم العالي والاستثمار، إلى جانب التنسيق داخل المحافل الدولية والمنظمات متعددة الأطراف.
وتُعدّ ترينيداد وتوباغو من الدول البارزة في منطقة البحر الكاريبي، وهي واحدة من أغنى وأعلى الدول دخلاً في المنطقة، وتتمتع باقتصاد متنوع يرتكز أساساً على النفط والغاز الطبيعي المسال وصناعات البتروكيميائيات والصلب، إضافة إلى إنتاج الألمنيوم واللدائن والمواد الغذائية والمشروبات والأسمنت.
ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي للفرد نحو 28 ألف دولار أمريكي، ما يجعلها ضمن الدول ذات الدخل المرتفع وفق تصنيف البنك الدولي.
كما تُعتبر ترينيداد وتوباغو مركزاً جاذباً للاستثمارات الأجنبية في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، وقد سجلت واحدة من أعلى نسب النمو الاقتصادي في المنطقة خلال السنوات الماضية، مدفوعة باستثمارات ضخمة في قطاعات الطاقة والصناعات التحويلية. وهي كذلك أكبر منتج للنفط والغاز في البحر الكاريبي، إذ تمثل هذه الموارد نحو 40% من الناتج المحلي الإجمالي و80% من الصادرات.
معلومات اضافية
تقع ترينيداد وتوباغو في أقصى جنوب البحر الكاريبي قرب الساحل الشمالي الشرقي لفنزويلا، وتتألف من جزيرتين رئيسيتين هما ترينيداد وتوباغو، وتتميز بشواطئها الخلابة وغاباتها المطيرة وجبالها المنخفضة ومناطقها الرطبة، مثل محمية كارووني الشهيرة. تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 5128 كيلومترًا مربعًا، وتتنوع تضاريسها بين السهول الساحلية والتلال الخضراء والسواحل المرجانية، خاصة في جزيرة توباغو.
يبلغ عدد سكانها نحو مليون ونصف المليون نسمة، وتُعدّ الإنجليزية لغتها الرسمية إلى جانب استخدام لهجات محلية وكريولية، بينما تتنوع الديانات فيها بين المسيحية والهندوسية والإسلام والديانات الأفريقية التقليدية. تضم تركيبتها السكانية خليطًا من أصول هندية وأفريقية وصينية وأوروبية، ما جعل منها مجتمعًا متعدّد الثقافات يعكس تنوعًا حضاريًا غنيًا.
الثقافة في ترينيداد وتوباغو تعكس هذا المزيج الفريد، فهي معروفة عالميًا بموسيقى السوكّا والكاليسو، كما أنها مهد آلة “الستيل بان” المعدنية، ويُعدّ كرنفال ترينيداد السنوي من أبرز الاحتفالات الثقافية في العالم، يجذب الآلاف من الزوار كل عام، ويرمز شعارها الوطني إلى روح التآزر بشعار “معًا نطمح، معًا نحقق”، فيما تُعد الطائر “الأيبس القرمزي” والزهرة “شكونيا” من رموزها الوطنية.
اقتصاد البلاد يعتمد أساسًا على إنتاج وتصدير النفط والغاز الطبيعي، ما جعلها من أكبر مصدّري الغاز المسال في العالم، إلى جانب قطاعات أخرى مثل الزراعة والصناعات التحويلية والسياحة، خاصة في جزيرة توباغو التي تشتهر بشواطئها البيضاء وغوصها المائي وشعابها المرجانية. تستخدم البلاد الدولار الترينيدادي عملةً رسمية.
في المجال السياسي، تُعتبر ترينيداد وتوباغو جمهورية برلمانية ضمن الكومنولث البريطاني، نالت استقلالها عن المملكة المتحدة عام 1962، وتحولت إلى جمهورية سنة 1976، ويستند نظامها القانوني إلى القانون العام الإنجليزي.
التعليم فيها مجاني وإلزامي حتى سن السادسة عشرة، وتضم جامعات مرموقة مثل جامعة الهند الغربية، أما نظام الرعاية الصحية فيجمع بين القطاعين العام والخاص ويوفّر خدمات طبية متطورة.
تعتمد البلاد مناخًا استوائيًا بحريًا، بموسم جاف يمتد من يناير إلى مايو وموسم مطير من يونيو إلى ديسمبر، ويُعتبر الأمان متفاوتًا بين المناطق، حيث تُعد توباغو أكثر هدوءًا وسياحية مقارنة بترينيداد. تتمتع البلاد ببنية تحتية سياحية متقدمة وتُعفى العديد من الجنسيات من التأشيرة أو تحصل عليها عند الوصول. الرياضة جزء أساسي من الحياة العامة، وتُعد الكريكيت وكرة القدم وألعاب القوى من أكثر الرياضات شعبية وانتشارًا في المجتمع.
