تشهد مدينة فوشان بمقاطعة قوانغدونغ في جنوب الصين تفشيًا سريعًا لفيروس “شيكونغونيا”، وهو مرض فيروسي ينقله نوع من البعوض النشط نهارًا، حيث سُجّلت أكثر من 2800 إصابة جديدة في غضون أسبوع واحد فقط، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى أكثر من 5000 حالة مع بداية شهر أوت الجاري، بحسب ما نقلته وسائل إعلام صينية ودولية.
وتُعدّ هذه الأرقام الأعلى على الإطلاق في البلاد لهذا النوع من الفيروسات، ما دفع السلطات الصينية إلى إعلان حالة استنفار صحية، وإطلاق حملات واسعة للقضاء على البعوض وتطهير المستنقعات والمياه الراكدة. كما أوفدت الحكومة المركزية مسؤولين رفيعي المستوى إلى المنطقة لمتابعة الوضع عن كثب واحتواء انتشار العدوى.
وفي الولايات المتحدة، يدرس مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إصدار تحذير سفر إلى الصين، خصوصًا بعد تصاعد عدد الإصابات دون توفر علاج مباشر للفيروس، إذ تقتصر الاستجابة الطبية على تخفيف الأعراض التي تشمل حمى شديدة وآلامًا حادة في المفاصل.
وينتقل فيروس شيكونغونيا عبر لسعات بعوضة “الأيديس” (Aedes)، المعروفة أيضًا بنقل حمى الضنك وزيكا، وهو لا ينتقل من إنسان إلى آخر. ورغم أن الفيروس لا يُعدّ قاتلًا في أغلب الحالات، إلا أن آثاره قد تكون مزعجة وتستمر لأسابيع أو حتى أشهر لدى بعض المرضى.
ويُعد هذا التفشي أكبر موجة تشهدها الصين لهذا الفيروس، ويعيد إلى الأذهان التحذيرات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية في السنوات الأخيرة من إمكانية عودة انتشار الفيروس في مناطق لم يكن يتوطنها سابقًا، نتيجة التغيرات المناخية وزيادة التنقل البشري.
ودعت السلطات الصحية الصينية السكان إلى أخذ الاحتياطات اللازمة، مثل استخدام طارد الحشرات، وارتداء ملابس طويلة، وتفادي الأماكن الرطبة، في حين تتواصل الجهود لرصد الحالات الجديدة والسيطرة على البؤر النشطة للبعوض.

