يعاني المسافر التونسي منذ عقود من قيود قانونية صارمة في قطاع الطيران المدني، تمنع شركات الطيران منخفضة التكلفة من تشغيل رحلات إلى تونس باستخدام طائرات مسجلة في بلد منشأ الشركة.
هذا الواقع يحرم المواطنين من خيارات اقتصادية واسعة، ويجعل السفر الجوي إلى أوروبا أكثر تكلفة مقارنة بجيران تونس، مثل المغرب، الذي سمح لشركات مثل EasyJet بتوسيع شبكتها وربط المدن الأوروبية بالمطارات المغربية بمرونة أكبر وأسعار تنافسية.
وفقًا للقانون التونسي، لا يمكن لشركات الطيران الأجنبية استخدام طائرات مسجلة خارج تونس على خطوط داخلية أو دولية إلى البلاد. على سبيل المثال، لا يمكن تشغيل EasyJet طائراتها البريطانية على خطوط بين ميلانو وجربة أو دوسلدورف وتوزر، كما منع القانون دخول شركات مثل AeroItalia، فيما سمح باستثناءات لشركات مثل ITA Airways باعتبارها الناقل الوطني الإيطالي.
أكد خبراء الطيران أن تونس تتخلف عن مواكبة التطورات العالمية في النقل الجوي بسبب اعتمادها على قوانين تعود إلى الستينيات، مشيرين إلى أن هذا يؤثر سلبًا على القدرة التنافسية للقطاع ويحد من خيارات المسافرين.
قال Ziano Gad عبر صفحة متخصصة في مجال النقل الجوي وعالم الطيران ” بسبب قانون يعود للستينات، تُجبر تونس شركات النقل على استخدام طائرات مسجلة في بلد المنشأ. على سبيل المثال، لا يمكن تشغيل EasyJet بطائرات بريطانية بين ميلانو وجربة أو دوسلدورف وتوزر “
من جهته قال Ibrahim Bouazizi “بصراحة، هذا الموضوع متوقف منذ زمن طويل. مع التشريعات والعقلية العائدة للستينات، لا يمكننا التقدم. إذا أردنا تغييرات، يجب أولًا إعادة التفكير في النظام بأكمله “
يؤكد الخبراء أن هذه القيود تؤدي إلى ارتفاع أسعار تذاكر السفر، ما يضر بالمسافرين العاديين والسياحة، ويضع تونس في وضع منافس ضعيف أمام الدول المجاورة. ويضيفون أن فتح السوق لشركات منخفضة التكلفة قد يحرك عجلة النمو السياحي ويزيد من الربحية لمطارات تونسية متعددة.
*** شرح القانون التونسي
ينص القانون التونسي، الذي يعود إلى الستينيات، على أن أي شركة طيران أجنبية تريد القيام برحلات إلى تونس يجب أن تستخدم طائرات مسجلة في تونس أو في بلد منشأ الشركة فقط.
بعبارة أبسط:
- إذا كانت شركة طيران أجنبية لديها طائرة مسجلة في بلدها الأصلي (مثلاً بريطانيا)، لا يمكنها استخدام هذه الطائرة للرحلات من وإلى تونس إلا في بعض الاستثناءات المحدودة.
- هذا يعني أن المسافر التونسي لا يستطيع الاستفادة من رحلات منخفضة التكلفة أو خطوط جديدة للشركات الأجنبية، إذا كانت طائراتها مسجلة في الخارج.
- القانون يهدف أصلاً إلى حماية شركات الطيران المحلية، لكنه في الوقت نفسه يحد من المنافسة ويزيد أسعار التذاكر ويجعل خيارات السفر محدودة.
مثال واقعي: EasyJet، وهي شركة بريطانية، لا تستطيع تشغيل رحلات بين ميلانو وجربة أو دوسلدورف وتوزر بالطائرات المسجلة في بريطانيا، بسبب هذا القانون.

