في تطوّر مثير يهدّد بقاء أحد أعرق أندية جزيرة كورسيكا، وجّه نادي أجاكسيو الفرنسي (AC Ajaccio) رسالة مفتوحة إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، يطالبه فيها بالتدخّل العاجل لإنصافه ممّا وصفه بـ”عملية احتيال موثّقة بوثيقة مزوّرة”، قدّمها لاعبه السابق الدولي الجزائري يوسف بلايلي، وتسبّبت في إصدار حكم جائر من “فيفا” كاد أن يجهز نهائيًا على النادي.
وفي نص الرسالة التي نشرتها صحيفة Le Figaro وموقع RMC Sport الفرنسي يوم الجمعة 26 سبتمبر 2025، قال النادي الكورسي إنه أصبح “رهينة عملية احتيال” ضحيتها مؤسسة رياضية ومئات الموظفين وآلاف المشجعين، مشيرًا إلى أنّ ما يحدث “ليس مجرد قضية رياضية، بل معركة من أجل إنقاذ نادٍ، ووظائف، ومدينة بأكملها”.
خلفية النزاع
تعود بداية القضية إلى سنة 2023، حين أدانت المحكمة الرياضية الدولية (TAS) اللاعب يوسف بلايلي بإلزامه بدفع مبلغ 380 ألف يورو لناديه السابق الأهلي السعودي الذي لعب له خلال موسم 2019-2020. في تلك الفترة، لم يكن لنادي أجاكسيو أي علاقة بالقضية أو أطرافها.
لكن بعد عام، وتحديدًا في 2024، تفاجأ النادي الفرنسي بأنّ لاعبه السابق قد تقدّم بشكوى جديدة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يطالب فيها أجاكسيو بدفع المبلغ نفسه، مستندًا إلى “بروتوكول اتفاق” يُفترض أنّه وُقّع بين الأهلي وأجاكسيو، وممثّل من طرف المدير العام السابق للنادي ألان كالداريلّا (Alain Caldarella).
وثيقة “مزوّرة بالكامل”
غير أنّ إدارة النادي، وفق ما ورد في تقرير RMC Sport، تؤكّد أن هذا الاتفاق “لم يوقّع قطّ” وأن الوثيقة التي استندت إليها “فيفا” في حكمها هي “وثيقة مزوّرة بالكامل”.
وتساءل مسؤولو أجاكسيو في رسالتهم المفتوحة:”لو كان هذا الاتفاق موجودًا بالفعل، لماذا لم يُذكر أثناء جلسات المحكمة الرياضية سنة 2023؟ ولماذا اختار الأهلي السعودي رفع دعواه ضد اللاعب نفسه وليس ضد نادينا؟”
ويضيف البيان أنّ الهدف من “الوثيقة المفبركة” كان تحويل نحو 400 ألف يورو بطريقة احتيالية، على حساب مؤسسة رياضية تعاني أصلًا من ضائقة مالية بعد هبوطها إلى الدرجة الثانية .
عواقب وخيمة وتحرك قضائي
يقول النادي إن القرار الصادر من فيفا بناءً على هذا المستند المزوّر كان بمثابة “حكم بالإعدام”، إذ أدّى إلى منعه من الانتدابات وتجميد أنشطته، ما جعله يعيش “حالة موت سريري”.
وأعلن أجاكسيو أنه تقدّم رسميًا بشكوى إلى النيابة العمومية في أجاكسيو بتهم “تزوير واستعمال مزيّف” و**”الاحتيال”**، مطالبًا في الوقت نفسه بمراجعة قرار “فيفا” ورفع الحظر المفروض عليه من الانتداب.
وختمت الإدارة بيانها بالتشديد على أنّ هذه القضية ليست نزاعًا رياضيًا فحسب، بل “معركة من أجل العدالة وكرامة نادٍ ومدينة بأكملها”، داعية رئيس “فيفا” إلى التدخّل السريع لإعادة النظر في القرار وتمكين النادي من استعادة حقوقه القانونية والرياضية.
المصدر: Le Figaro / RMC Sport – 26 سبتمبر 2025

