خلف تدخل النائب زكية المعروفي عضو مجلس الجهات والأقاليم يوم أمس جدلا واسعا بين عموم التونسيين والتونسيات وهي تقول مخاطبة الحضور ” زميلتي قالت اذا كثرت الجباية اشرفت الدولة على النهاية وانا نقول باللغة العامية الشعب …الشعب دخلت فيه زكرة بريك ” وقد استهجن عدد من المبحرين على شبكة التواصل الاجتماعي استخدام هذه العبارات تحت قبة البرلمان .


ولكن هذه العبارة عبارة ” الشعب دخلت فيه زكرة بريك ” تعرض لها العديد من الباحثين في تونس ومما جاء حولها ” منذ عقود ، إبان النزاع بين الحسينية و الباشية في الإيالة التونسية من أجل السطوة و الحكم و سعيا من كل طرف لبسط نفوذهعلى الإيالة ، كانت العائلة الباشية هي اللي تملك أداة “العنف الشرعي” و المتمثلة في فرق من العساكر كانت تخرج من قصر باردو في اتجاه مختلف جهات البلاد و تتكون هذه الفرق أساسا من عناصر من الجيش الإنكشاري و عسكر زواوة (الأول في الحرب و الآخر في الراتب هكذا يصفه الأجداد ) ومعهم بعض “الصبايحية” و عدد رماة المدفعية . و تسمى كل “دورية مشتركة” من هذا النوع بالمحلة.
و تتمثل المهمة الاولى للمحلة في اخضاع العروش المعارضة للعائلة الباشية و جمع الجباية و البت في النزاعات الناشبة على مستوى محلي.
و كانت كل محلة تضم زيادة على العناصر العملياتية ، عنصرا له مهمة مختلفة و هي إصدار ألحان معينة من آلة موسيقية كانت تسمى “الكريرو” تشبه الترومبات الحديثة و قد سماها سكان الايالة أنذاك بالزكرة.
تلك الألحان لا يفهمها الا العساكر ؛ يعني بعضها الهجوم فيما يعني بعضها الآخر إما التراجع أو التجمع …
و كانت من بين أشرس المحلات و أكثرها عنفا و بطشا على الإطلاق ؛ محلة يشغل فيها عسكري يسمى ” مبروك الزواوي” مهمته النفخ في “الكريرو” و يكنى صاحبنا مبروك ب “بريك” .
فكان نفخ “بريك” في “زكرته” إيذانا ببدأ الهجوم على الأهالي و البطش بهم .
لذلك كان الناس بعد أكل نصيبهم من بطش المحلة ضربا و شتما و تهجيرا … ؛ يروون الحادثة بالقول : “آش بش نحكيلك وليد عمي ، اليوم طاحت فينا زكرة بريك ”

