في آخر شطحة من شطحات الدول الغربية في التعامل مع قضية اللاجئين قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني إن مبادرة المعاملة بالمثل مع الولايات المتحدة والتي تستضيف بموجبها الاخيرة لاجئين موجودين في ليبيا يودون الذهاب إلى أوروبا، في حين تستقبل بعض الدول الأوروبية المتوسطية لاجئين من أمريكا الجنوبية لا تزال “فرضية قيد المناقشة، ولم يتم اتخاذ بشأنها أي قرار بعد”.
وأوضح تاياني في تصريحات متلفزة الاثنين أن الفرضية، فيما يتعلق بإيطاليا على وجه التحديد “تتمثل في استقبال حوالي خمسين لاجئًا جميعهم تقريبًا فنزويليون من ذوي الأصول الإيطالية”. وقال “هؤلاء ليسوا مهاجرين غير نظاميين، بل لاجئين سياسيين”.
وأكد رئيس الدبلوماسية الإيطالية أن المبادرة “ليست تبادلا لمهاجرين وجرى تضخيمها بعض الشيء”، معيدا الموقف الذي عبرت عنه يوم الجمعة الماضي رئاسة الوزراء الإيطالية نفت فيه تقريرا نشرته شبكة (سي بي إس) الامريكية.
وأوضحت مصادر في رئاسة الوزراء يوم الجمعة أنه “تجري حاليا دراسة فرضية المعاملة بالمثل، والتي بموجبها ستستضيف الولايات المتحدة لاجئين موجودين في ليبيا والراغبين في التوجه إلى أوروبا، في حين ستستضيف بعض الدول الأوروبية المتوسطية بضع عشرات من اللاجئين من أمريكا الجنوبية”.
أما فيما يتعلق بإيطاليا، أفادت المصادر بأن “هناك حوالي 20 لاجئًا فنزويليًا من أصل إيطالي لبدء مسارات العمل في إيطاليا”، مشددة على أن المناقشة بشأن مبادرة التعامل بالمثل مع الإدارة الامريكية لا تزال “فقط قيد الدراسة” في الوقت الراهن والتي “ستكون، على أي حال، مفيدة جدًا لإيطاليا ودول الوصول الأولى الأوروبية”.
وكانت شبكة (سي بي إس) نيوز قد بثت تقريرا وصفته بـ”الحصري” تحدث عن أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تخطط لإرسال بعض المهاجرين القادمين أمريكا اللاتينية لإعادة توطينهم في اليونان وإيطاليا، كجزء من محاولة لثنيهم عن عبور الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
ونقلت الشبكة عن مصادر مطلعة عن الخطة طلبت عدم الكشف عن هويتها بحكم أن المبادرة لم يعلن عنها رسميا، أن اليونان وإيطاليا ستستقبلان مهاجرين تتم معالجة ملفاتهم في مكاتب الهجرة التي أنشأتها إدارة بايدن العام الماضي في أربع دول بأمريكا اللاتينية لفحص الذين يأملون في الوصول إلى الولايات المتحدة.
وأشارت (سي بي إس) إلى أن هذه المراكز، المعروفة رسميًا باسم مكاتب التنقل الآمن، ستسمح لبعض المهاجرين في كولومبيا وكوستاريكا والإكوادور وغواتيمالا بالتقدم للقدوم إلى الولايات المتحدة أو بلدان أخرى بشكل قانوني. وبموجب الترتيبات الجديدة، وفق الشبكة، ستنضم اليونان وإيطاليا إلى كندا وإسبانيا في إعادة توطين بعض من تتم معالجتهم في المكاتب. وقال أحد المصادر إن إيطاليا واليونان ستقبلان على الأرجح عددًا صغيرًا نسبيًا من المهاجرين، حوالي 500 أو أقل لكل منهما.