تونس – أخبار تونس
قال أحمد أونيس، وزير الخارجية التونسي السابق إن “الدولة التونسية لم تلتزم لا سرا ولا جهرا بالاعتراف بالكيان الصحراوي” إبان استقبال الرئيس قيس سعيد زعيم الانفصاليين على هامش قمة “تيكاد” العام الماضي، مسجلا أن “تونس تتحمل مسؤولية توتر علاقاتها مع الرباط”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الجزائر و إسرائيل تستفيدان من استمرار الجمود الدبلوماسي بين البلدين.
ونيس قال عبر حوار مع صحيفة هسبرس المغربية الصادرة اليوم أنه ” بالنسبة لقضية الوصاية الجزائرية على تونس، فهذا حلم سكن النظام العسكري الجزائري ولا يزال يسكن النظام الجديد في هذا البلد، حيث أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في زيارته الأخيرة إلى إيطاليا وأمام الملأ أنه تحدث عن الوضعية التونسية مع الحكومة الإيطالية كما لو أنه الوصي على تونس،
بحيث إن ما كان يقوله الرئيس الأسبق هواري بومدين من أن أي شيء في الساحة المغاربية لا يمكن أن يقع أو يتحقق إلا برضا الجزائر واصل الرئيس تبون ترديده لما سمح لنفسه بالتداول في قضايا تونس على هامش زيارته إلى دولة أوروبية،
وهذا ما أثار حفيظة النخبة التونسية التي طالبت الجزائر بأن تقف على حدودها ولا تتجرأ على السيادة التونسية والتدخل في الشأن الداخلي التونسي.”
وعلى الرغم من ذلك، يقول ونيس فإن هذا الحلم الذي ما زال يسكن بعض الضمائر الجزائرية لن يتحقق ونحن لم نتصرف يوما بصفتنا تحت الوصاية أو الهيمنة الجزائرية، فنحن قاومنا الهيمنة، وبالتالي فلن نقبلها لا من عبد المجيد تبون ولا من أي كان.”
من جهة اخرى قال ونيس ” الجزائر تسعى إلى إقامة دويلة في القلعة المغاربية، حيث كانت هي وليبيا معمر القذافي مؤمنين بهذا الكيان الصحراوي، وهذا الإصرار الجزائري ظاهرة من ظواهر محاولة الهيمنة الجزائرية على الساحة المغاربية، التي من مظاهرها أيضا استيلاء الجزائر على الصحراء التونسية إبان الاتفاق الذي وقعه الحاكم الفرنسي على الجزائر والمقيم العام الفرنسي في تونس سنة 1928 لضم الصحراء التونسية إلى الأراضي المستعمرة الجزائرية.
وقد سبق أن ناقشنا هذا الأمر مع الحكومة الجزائرية المؤقتة في تونس واتفقنا معها على استعادة أراضينا أول ما تستعيد الجزائر سيادتها والتزموا بالشيء نفسه مع الملك الراحل الحسن الثاني، غير أن النظام العسكري الجزائري قضى على الحكومة المدنية واستولى على الحكم، وبعدما سعى إلى اقتلاع موافقة بورقيبة لإنهاء مطالب تونس حول صحرائها، اتجه غربا إلى المغرب وأراد أن ينتزع منه صحراءه هي الأخرى، وهذا، كما سبق أن ذكرت، يُعد من مظاهر الهيمنة والتوسع الجزائريين على حساب دول موجودة قبل قيام الدولة الجزائرية نفسها.
وأشير هنا إلى أن الجزائر تريد تخليد الاستعمار وهذا لن نقبله أبدا، فهذا البلد لن يقبل على الأرجح أي حل لقضية الصحراء المغربية ما لم يوفر له ذلك نافذة بحرية على المحيط الأطلسي، وبالتالي فهي لديها نوايا توسعية استعمارية وتريد تخليد حدود الاستعمار التي لم تكن للشعوب المغاربية أي مسؤولية في رسمها،
ومن حسن حظنا أن العرش العلوي يرفض هذا الأمر وما زال يقاوم هذه الاستراتيجية الجزائرية، لأن هذا مشروع استعماري. وبالنسبة لي، فإن المقاومة ضد الاستعمار لم تنته ما دام أننا لم نُعد بعد، سواء في المغرب أو تونس، ترسيم حدودنا مع الجزائر كل حسب حقوقه القانونية والتاريخية.