الرئيسيةالأولىأطرف عمليات الغش في إمتحانات الباكالوريا

أطرف عمليات الغش في إمتحانات الباكالوريا

 من أبرز طرق الغش في امتحانات الباكالوريا والأكثر تداولا لدى المترشحين في السنوات الأخيرة، في تونس  استخدام “الكيت” (السماعات) أو “البلوتوث”، يتم الربط بين هاتفين، أحدهما يخفيه المترشح داخل طيات ملابسه، وهاتف آخر يكون في متناول شخص آخر داخل أسوار مركز الامتحان لإملاء الأجوبة الصحيحة ولكن قبل الوصول الى هذه الوسائل عرفت طرق الغش وسائل أخرى في أنحاء متفرقة في العالم .

كان امتحان البكالوريا ولازال مصدر إلهام لبلوغ أرقى وأطرف طرق الغش التي أبدع فيها المترشحون القدماء والجدد، فالغش الذي يعد الأخ التوأم للامتحانات تنوع بين التقليدي والحديث، وظلت القصاصة السحرية الرفيق الدائم للبكالوريا.

ففي الجزائر بعد اللجوء إلى وقف الأنترنت أثناء امتحانات البكالوريا عاد بعض المترشحين إلى الطرق التقليدية التي تعتمد على القصاصة المعروفة باسم “الأكورديون”، وهي القصاصة التي تشبه الآلة الموسيقية المعروفة، ووجه الشبه يكمن في طي الورقة مرات عديدة، ويمكن فتحها وغلقها بطريقة سريعة كما يمكن إخفاؤها في اليد أو بين الأصابع، وفي السنوات الماضية كانت هذه الورقة تكتب باليد والمعلومات فيها تكون محدودة، بينما الآن تكتب بالإعلام الآلي بخط دقيق، وبإمكانها أن تتضمن كما هائلا من الدروس.

ومن الطرق الطريفة أيضا هناك مترشحون يحاولون الحصول على الأوراق الصحية مشابهة لتلك التي يتم توزيعها أثناء الامتحان ويقومون بكتابة الإجابة بقلم جاف لا يوجد به حبر، أي لا يكتب بل يترك أثر الكتابة على الورق، وهي الطريقة التي كانت فعالة في السابق، لكن اليوم أظهرت محدوديتها بعد اللجوء إلى استعمال أوراق صحية ملوّنة والاحتمال ضعيف أن يتحصل المترشح على نفس اللون الذي حضّر فيه الإجابة الخفية. الكتابة على الجسم هي أيضا من الطرق القديمة التي عادت بعد قطع الأنترنت ولازالت تحتفظ بفعاليتها مثلها مثل الكتابة في الجهة الداخلية للحذاء، وهي الطرق التي تنتشر أكثر وسط المترشحات.

أثبتت التكنولوجيا محدوديتها بعد اللجوء إلى الحل الاستئصالي وقطع الأنترنت من جذورها، وبالتالي استحالة التواصل مع المترشحين، وهي الطريقة التي كان لها آثار مدوية قبل ثلاث سنوات، أين تم تسجيل انتشار مفضوح للمواضيع، وكان ذلك مع ظهور تقنية الجيل الثالث والانتشار الواسع لوسائط التواصل الاجتماعي. وقد سجلت التكنولوجيا منذ سنتين أحد أطرف طرق الغش في الجزائر، وكان ذلك بضبط مترشحة تستعمل بلوتوث دقيق يوضع في الأذن تتلقى فيه الاجابة مع شخص متواطئ من خارج المركز، وهي الحادثة التي كانت متميزة في عالم الغش وتم تداولها حتى في وسائل إعلام أجنبية ومواقع أوروبية تحت شعار “حدث هذا في الجزائر” واعتبرت الحادثة من أغرب ما اكتشف في ميدان الغش الحديث.

الصينيون أبطال الغش وفي الهند امتُحنوا بالتبان

الغش في البكالوريا ظاهرة عالمية ولا توجد في تونس أو الجزائر فقط بل هي حاضرة في كل الدول بما فيها المتطورة، ومن أطرفها تلك التي ضبطت في فرنسا سنة 2013 أين حاولت أم تبلغ من العمر 52 سنة اجتياز امتحان مادة الانجليزية مكان ابنتها التي تبلغ من العمر 19 سنة، واستغلت الأم وجه الشبه مع ابنتها، لكن إحدى الحارسات تفطنت للأمر، وتم كشف الفضيحة والجرأة التي أظهرتها هذه الأم التي كانت تريد نجاح ابنتها بشتى الطرق ولو بمثل هذه المغامرة التي لم تكلل بالنجاح، وتم حينها توقيف الأم وإحالتها على العدالة بتهمة انتحال صفة. وفي حادثة مماثلة حاول أستاذ بكندا  اجتياز امتحان الرياضيات مكان صديقه المترشح بعد تزوير وثائق الهوية ووضع صورته بدل صورة المترشح، لكن العملية انتهت بكشف الأستاذ الذي تم توقيفه عن العمل وإحالته على العدالة.

وفي فرنسا تم مؤخرا تسجيل عملية غش مفضوحة بمقاطعة فوكليس أين تم  تسريب موضوع مادة الانجليزية قبل موعد البكالوريا، وكان ذلك عبر الوسيط سناب شات، وقد تم فتح تحقيق في القضية، وفي فرنسا أيضا اخترع شاب جهازا يوضع داخل المقلمة بإمكانه إخراج قصاصات الغش وإرجاعها بالتحكم في الجهاز عن بُعد بالضغط على القلم.

وأما في الهند فالغش في البكالوريا كان على طريقة الأفلام الهندية، حيث اكتسح الأقارب والأصدقاء الجهة الخلفية لمركز إجراء امتحانات البكالوريا فصعدوا فوق العمارة ثم نزلوا باستعمال الحبال للتواصل مع المترشحين عبر النوافذ وإعطائهم الإجابة بتواطؤ الحراس، وكان المشهد مثيرا للدهشة مع رؤية أشخاص معلقين بنوافذ المركز.

يذكر أن الهند تعرف تفاقما مذهلا في الغش أثناء اجتياز الامتحانات بمختلف أصنافها ورغم الرقابة المشددة واستحداث طرق الحراسة، ظل الغش في الهند ظاهرة سارية في دماء المترشحين، ففي سنة 2016 أجرت المؤسسة العسكرية بالهند مسابقة للالتحاق بالجيش شارك فيها 1000 مترشح من فئة الذكور ولتفادي ظاهرة الغش، أُرغم المترشحون على إجراء الامتحان بالملابس الداخلية وفي الهواء الطلق، فبدا كل مترشح منشغلا بالإجابة وهو لا يرتدي إلا التبان.

4000 ورقة إجابة متطابقة!

تؤكد دراسة أمريكية نشرتها جريدة وول ستريت أن الغش متأصل عند الطلبة الصينيين مقارنة مع الطلبة في كل بلدان العالم، فالغش عند الصيني مادة أساسية تضاف إلى المواد التي يمتحن فيها، وقد بينت الدراسة التي أجريت على الطلبة الأجانب بجامعة لاريزونا أن الصينيبن يحتلون المرتبة الأولى في الغش في الامتحانات دون منازع، والطالب الصيني يغش خمس مرات أكثر من الطالب الأمريكي، وبينت الدراسة بأنه في أحد الامتحانات التي شارك فيها الصينيون تم ضبط 4000 ورقة إجابة متطابقة وكلها تبدأ بعبارة واحدة وهي : “القرن العشرين كان قرن الفيزياء، وأما القرن الواحد والعشرين سيكون قرن العلوم والحياة” هذه العبارة قرأها المصححون 4000 مرة.

وقد تبين أن الغش في الصين مسموح ما لم يضبط صاحبه متلبسا، فالغش ليس عيبا في الصين ولا يعتبر من الآفات، وذلك لأن الطالب الصيني له انشغالات اجتماعية كثيرة، وهو غير متفرغ نهائيا للدراسة، وفي نفس الوقت يحب النجاح والظفر بالشهادات حتى وإن كان ذلك عن طريق الغش. بعبارة أخرى في الصين لك أن تغش كيفما شئت لكن حاول إن استطعت أن لا تكون الأمور مفضوحة.

وبالبحث في اغلب مواقع الانترنت التي تتداول الطرق الحديثة والمبتكرة للغش نذكر عددا من الوسائل التي استخدمها طلبة عبر انحاء العالم في الغش اثناء الامتحانات، لحض الطلبة على ترك جميع هذه الأساليب والاعتماد على النفس من جهة، وتنبيه الكادر التعليمي لمثل هذه الوسائل الجديدة من جهة أخرى للتيقظ وعدم السماح بها.

1

آخر اختراعات الغش في الامتحان هي الكتابة او طباعة معلومات على اوراق بيضاء لا يمكن ملاحظة الكتابة عليها الا بوضع قليل من الماء عليها لتظهر الكتابة، اي ان الطالب يحمل ورقة بيضاء ويستعمل تقنية معينة او قلما معينا ويكتب ما يريده على الورقة ويصطحب معه عبوة ماء صغيرة ويضع الورقة امامه ويوهم المدرس بشربه للماء مفتعلا بعض قطرات الماء على الورقة ثم يقوم بمسح الروقة لتنكشف المعلومات التي قام بكتابتها غشا.

2

اما الحيلة الثانية فهي الغش على الملصقات التجارية لعبوات المياه حيث يصطحب عادة الطلبة عند الامتحان عبوات مياه للشرب وتكون عليها ملصقات العلامة التجارية لعبوة الماء ومن دون دراية المدرس المراقب يكون الطالب قد استعمل بطريقة غير شرعية هذه الملصقات لطباعة برشام عليها بشكل دقيق ويعيد الصاقها في مكانها بطريقة احترافية. ويذكر انه تم ضبط طالب سعودي قام بالطباعة على لفافة الورق المحيط بالزجاج لبعض المعلومات التي صعب عليه حفظها معتقدا انه من الصعب اكتشاف هذه الحيلة.

3

الحيلة الثالثة هي طباعة المعلومات التي يحتاجها الطالب والتي صعب عليه حفظها تحت اسفل الحذاء، وهذه الحيلة التي تداولها موقع «سيدتي» اثارت كثيرا من التعليقات حول الأفكار الخلاقة للغش والتي تستفز الكثير من الطلبة الكادحين للنجاح من خلال التعويل على انفسهم للنجاح بطريقة شرعية وليس ضمان النجاح بسهولة من خلال الغش.

4

الحيلة الرابعة للغش والتي تداولتها مواقع على الانترنت هي طباعة المعلومات على ورق شفاف وملفوف يوضع في اقلام مخصصة بحيث يمكن فتح ملفوف الورق بسحبه من بطن القلم بطريقة مبتكرة.

5

الحيلة الخامسة هي طباعة المعلومات على قدم النعال حيث يلبس الطالب او الطالبة مثل هذه الأحذية التي سهل اخراج القدم منها ومن ثمة ارجاعها وبذلك يمكن عند سحب الرجل من النعال قراءة المعلومات التي طبعت على ظهر النعال.

6

الحيلة السادسة هي الهواتف المحمولة والتي اصبحت قوانين التعليم والتربية تحظر استخدامها او حملها اثناء الامتحان الا ان البعض قد يصطحب معه اكثر من جهاز متمسكا بأمله في الغش لكن عادة ما يسهل كشف من يستعمل هذه الوسيلة.

7

الحيلة السابعة هي استعمال البرشام الصغير وهي وسيلة تقليدية لكنها الأكثر شعبية والأكثر رواجا بين الطلبة من خلال طباعة معلومات مكثفة في أوراق صغيرة او ملفولة وتخبئتها ثم التظاهر بها بشكل مخادع مع الالتفات الكثير ونقل البيانات منها على ورقة الامتحان ومثل هذه الوسيلة عادة ما يتم كشفها من خلال الاساتذة المراقبين.

8

الحيلة الثامنة هي نظارات طبية يستعملها البعض للغش في الامتحانات. فعندما نرى طلابا يرتدون نظارات، نقول دائماً أنهم يسهرون الليل والنهار في المذاكرة، ولكن هل يمكن أن يكون ذلك نوعا من أنواع الغش؟ هذا آخر ما توصل اليه عالم التكنولوجيا، فقد طور الطلاب طريقة حديثة للغش عن طريق نظارة طبية عادية تتكون من عدسات في منتصفها كاميرا فيديو لا يمكن رؤيتها الا بصعوبة شديدة، وفي نهاية النظارة قرب الأذن تحتوي على سماعة متناهية الصغر لا سلكية وبلون الجلد الطبيعي، وعندما يقرأ الطالب السؤال، فان الكاميرا تنقل بشكل مباشر ما يقرؤه، ويكون هناك شخص آخر خارج الامتحان تنتقل لديه عبر الحاسب الشخصي أو عبر الهواتف الذكية، فيقوم بالبحث عن اجابة الأسئلة، ثم يقوم عبر الهاتف أو الميكروفون بتلقينه الاجابة، والتي تصله عبر سماعة الاذن التي تحملها النظارة.

9

الحيلة التاسعة هي استخدام أظافر اصطناعية، حيث تقوم بعض الطالبات، باضافة ورقات صغيرة مكتوب عليها المنهج الدراسي يمكن تخبئتها تحت الأظافر الاصطناعية.

10

الحيلة العاشرة هي استخدام سماعات لاسليكة، حيث يقوم البعض باستخدام سماعات لاسكلية صغيرة متناهية الصغر للغش أثناء الامتحانات، فيقوم الطالب بوضع سماعة صغيرة بلون الجسم في الأذن، وعند دخول الامتحان يتلقى من خلالها الاجابات من شخص يكون خارج الامتحان حصل على ورقة الأسئلة من أحد الطلبة الذين خرجوا مبكراً.

11

أما الحيلة الحادية عشرة فهي استخدام القبعة حيث يفضل بعض الطلاب الطرق الأفضل والأسهل دون أي تعقيد، فهم لم يبذلوا المجهود للتحصيل ومذاكرة دروسهم لهذا لن يعوضوا هذا المجهود في محاولات الغش. يقوم بعض الطلبة بوضع قبعة كبيرة على الرأس خصوصا تللك التي تستخدم في رياضة «البيسبول» لأن ناصيتها تخفي الجزء الأعلى من الوجه، مما يتيح للطالب القاء بصره على ورقة اختبار زميله بسهولة للغش دون أن يلاحظ المراقب حركة أو اتجاه عينيه. هذه الطريقة تشترط أن يكون الطالب صاحب بصر حاد.

12

الحيلة الثانية عشرة هي الكتابة على اليد، حيث تُستخدم هذه الطريقة أكثر في مواسم الامتحانات التي تتصادف مع موسم الشتاء، حيث يقوم الطالب بكتابة بعض المقتطفات من المنهج على الجزء الأسفل من ذراعيه وهو الزند، ونظرا لبرودة الطقس فهو يرتدي شيئا طويل الكم ليغطي يديه. يختار الطالب موقعا في منتصف لجنة الاختبار حتى يضمن عدم رؤية المراقب له أثناء سحبه للكم حتى يلقي نظرة سريعة على الاجابات لا تستغرق سوى لحظات.

13

اما الحيلة الثالثة العشرة في الاستظهار بطرف اصطناعية، الذراع الاصطناعية، حيث تناولت بعض الصحف العالمية طريقة جديدة ابتدعها أحد الشباب في الصين، اذ قام بتركيب ذراع اصطناعي، لتبدو للمراقبين أنها يده، بينما الحقيقية تعبث في الهاتف الذكي عن الاجابات أسفل الدرج.

قيمة اقتصادية وتجارة لها روادها

في الجامعات الأمريكية يجد الأجانب والصينيون بصفة خاصة الأرضية خصبة للغش، حتى وإن ضبطوا لا يتم معاقبتهم لأن الأمر يتعلق بمصاريف يدفعها الطلبة للجامعة، وفي حالة طرد أي طالب يعني حرمان الجامعة من دخل مالي، وذلك ما يقوله الأساتذة بصريح العبارة: “الجامعة تخسر إذا طردت الطلبة الغشاشين ولن تجد ما تغطي به المصاريف اليومية”.

وقد أصبح الغش نوعا من البزنس وتجارة لها روادها وسط المؤسسات التربوية والجامعات الأمريكية، فهناك مؤسسات غير شرعية تبنت هذه التجارة وتقدم خدمات في الغش تبدأ ببيع المواضيع المسربة، والتي تختلف أسعارها حسب أهمية الامتحان، وهناك خدمة أخرى تتمثل في تسخير أستاذ مختص في المادة لإجراء الامتحان مكان المترشح وتتكفل المؤسسة بضبط كل الإجراءات مقابل مبلغ 500 دولار لكل امتحان وما على المترشح إلا أن يدعي بأنه ضيّع بطاقة الطالب، فيتحصل على ثانية تستغل لوضع صورة المترشح المزيف.

فالغش في الامتحان إذن ظاهرة عالمية لها جذورها عبر التاريخ، وقد تطورت عبر الأزمان وسايرت التكنولوجيا والحركية الاقتصادية والظاهر أنها لن تزول إلا بزوال الامتحانات.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

error: Content is protected !!