نفت القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) صحة وثيقة منسوبة لقائدها الجنرال مايكل لانغلي، تزعم توصيته وزارة الدفاع الأميركية بمراجعة استراتيجية التعامل مع المشير خليفة حفتر، بعد لقاء جمعهما في 27 أوت المنقضي في شرق البلاد.
ونشر حساب «أفريكوم» على منصة «إكس» صورة من الوثيقة المزعومة، معلقًا بأنها «مزورة» و«مصممة بوضوح لخداع الشعب الليبي في لحظة مهمة».
وأشارت القيادة الأميركية في أفريقيا إلى أن الجنرال لانغلي التقى الأسبوع الماضي قادة ليبيين في الشرق والغرب؛ لمناقشة كيفية تمكن الولايات المتحدة من تعزيز شراكتها مع الليبيين من جميع أنحاء البلاد.
وجددت «التزام الولايات المتحدة بالتعاون مع المسؤولين العسكريين المحترفين في جميع أنحاء ليبيا لمساعدة الليبيين على حماية سيادتهم ودعم جهودهم نحو توحيد المؤسسات العسكرية».
من جانبها، شاركت السفارة الأميركية لدى ليبيا منشور «أفريكوم»، مشيرة إلى رفض الولايات المتحدة «مثل هذه المحاولات لتزوير مواقفها وزرع الفرقة»، مشيرة إلى أن «استقرار ليبيا وسيادتها يعتمد على الوحدة»، حيث تواصل واشنطن «التواصل مع الفاعلين الأساسيين الليبيين في جميع أنحاء البلاد».
لقاءات لانغلي في ليبيا
والتقى الجنرال لانغلي خلال زيارة إلى ليبيا الأسبوع الماضي كلا من قائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.
وقال الفريق أول مايكل لانغلي، في ختام الزيارة، إن «الولايات المتحدة مستعدة لتعزيز الروابط القائمة وإقامة شراكات جديدة مع المدافعين عن الديمقراطية، سعياً إلى ليبيا أكثر أمانًا وازدهارًا».
وجاء في الوثيقة المزيفة ما يلي ” مهم للغاية مذكرة داخلية إلى: وزارة الدفاع الأمريكية من: الجنرال مايكل إي. لانغلي التاريخ: 28 أوت 2024 الموضوع: نتائج الاجتماع مع خليفة حفتر خلال اجتماعنا الأخير مع خليفة حفتر، القائد الأعلى للجيش الوطني الليبي، أظهر مستوى عالٍ من الغطرسة وعدم الرغبة في التفاوض بسبب طموحاته الرئاسية، بالإضافة إلى عدم قدرته على رؤية والبحث عن أهداف استراتيجية مشتركة. أنا غير راضٍ للغاية عن نتائج الاجتماع. أوصي بشدة بإعادة النظر في استراتيجيتنا للتعامل مع خليفة حفتر والجيش الوطني الليبي، والرد بسرعة على التقلبات الحالية لتجنب مزيد من التدهور. توقيع الجنرال مايكل إي. لانغلي ”
ووفقا لمصادرنا فانه لا يستبعد أن تكون جهات روسية وراء هذه الفبركة خاصة وأن الكرميلين لم يعد ينظر بعين الرضى للتقارب الغربي المتسارع مع المشير خليفة حفتر .
حتى ان مصادرنا أكدت لنا انه هناك نوع من التململ الليبي في الجهة الشرقية من التواجد الروسي هناك حتى ان بعض القيادات العسكرية أصبحت لا تطيق ما تسميه العجرفة الروسية هناك .
و تعمل موسكو على زيادة نقل القوات والمعدات إلى منطقة شمال أفريقيا بوتيرة متسارعة مفاجئة منذ بداية العام، مما يعزز نفوذها ويمكن أن يؤثر في تدفقات الهجرة نحو أوروبا، وهو ما لا يخفى على الدول الغربية المصابة بـ”العجز”.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير بقلم فريديريك بوبين- أن الوجود الروسي المعروف في ليبيا منذ عام 2019 على شكل وحدات شبه عسكرية (مجموعة فاغنر سابقا) تزايد بشكل لافت هذا العام، وقالت مذكرة نشرتها منظمة “كل العيون على فاغنر” إن “روسيا تقوم بنقل جنود ومقاتلين روس إلى ليبيا منذ 3 أشهر”.
وأضاف فريق التحقيق الدولي المعني بالشبكات الروسية في أفريقيا أن “تسليم المعدات والمركبات العسكرية من سوريا (حيث تتمركز قوات روسية) إلى ليبيا يشكل الجانب الأكثر وضوحا من هذا التدخل المتزايد”، مشيرا إلى وجود 1800 روسي منتشرين الآن في جميع أنحاء البلاد، وإلى إنزال مركبات وأسلحة مثل مدافع الهاون ومركبات نقل مدرعة إلى طبرق بين مارس وأفريل الماضيين .