نونس
اخبار تونس
في وقت تعددت فيه التأويلات والاشاعات حول الغياب الملحوظ لرئيس الجمهورية عن الظهور العام منذ يوم 22 مارس الجاري ..
حتى أن وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام أشار الى ان رئيس الجمهورية مريض وأنه في المستشفى العسكري
في العاصمة دخل أستاذ القانون الدستوري أمين محفوظ على الخط ليرمي بحجر في البركة ويطرح مسألة الشغور
دون أية مقدمات ليقول ” رئاسة الدولة ؟ …يسعى من يفكر في الدولة كمؤسسة إلى ضمان استمراريتها من خلال الحرص
على تنظيم حالة الشغور.”
من يرى بالمقابل أن الدولة تتجسد في شخصه لا يهمه استمرار الدولة فتكون حالة الشغور من آخر اهتماماته.
وتحل الفوضى عند الشغور. ”
ومضى اليوم أكثر من أسبوع عن غياب رئيس الجمهورية قيس سعيد عن المشهد الاعلامي اذ كان أخر ظهور له
يوم 22 مارس الجاري حين انتقل الى منطقة باب سويقة بالعاصمة ثم إلى جامع الزيتونة بالعاصمة بمناسبة حلول
شهر رمضان المعظم أين القى بكلمة الى التونسيين والتونسيات بهذه المناسبة .
هناك نشاط اخر لرئيس الجمهورية لكن تم الاعلان عنه من طرف واحدا ولم يكن مرفوقا بأي صور اذ أعلن باولو جانتيلوني
في تغريدة له على تويتر يوم 27 مارس أنه أجرى لقاء مثمرا مع رئيس الجمهورية وعدد اخر من الوزراء
في الحكومة التونسية .
وبعد صمت طويل صدر بصفحة الرئاسة قرار بعزل والي قابس ثم تبعه في وقت لاحق ولأول مة قرار اخر
بملاحقة الوالي المعزول قضائيا وقد كتب البلاغ بطريقة غير معهودة .
وفي وقت سابق تساءل الخبير الأممي السابق، عبد الوهاب الهاني: “أين اختفى رئيس الجمهورية؟”.
وأضاف: “رئيس الجمهورية غائب منذ أسبوع كامل، على غير عادته، وهناك سُبات عميق لجهاز الإعلام الفيسبوكي
الرئاسي منذ نشر صورآخر نشاط رسمي علني لرئيس الجمهورية ليلة دخول شهر رمضان واتصاله بأمير دولة الكويت الشقيقة.
وحتى المقابلة التي أكّدها المفوّض الأوروبي جنتيلوني مع سعيّد لم تنشر صفحة الرئاسة أي خبر أو صورة عنها كما تقتضيه
الأعراف الدبلوماسية”.
وتابع بقوله: “الغيبة الصغرى لرئيس الجمهورية تأتي في سياق نوبة أزمات حادة متداخلة ومعقدة (سياسية ودبلوماسية
واقتصادية واجتماعية ومالية)، وفي وقت يتسابق فيه قادة العالم للتصريح علانية بمواقفهم من الأزمة التونسية”.
رفيق عبد السلام عاد مجددا للموضوع يوم أمس ليطالب بالكشف عن الحقيقة ” كل إنسان معرض للمرض وقدر الموت ،
وتلك سنة الله في خلقه، وقيس سعيد هو من طينة البشر وكبقية الخلق يسري عليه ما يسري علينا جميعا من صحة وسقم،
ولا شماتة في المرض، ولكن المشكلة، كل المشكلة، حينما تدار الدولة بعقلية الدهاليز المظلمة والغرف المغلقة.
كان يسع الرئاسة إصدار بلاغ تعلم فيه الرأي العام التونسي بأن الرئيس دخل المستشفى لإجراء الفحوصات وتلقي العلاج
إثر تعرضه لأزمة صحية طارئة، مع تضمين تمنياتها بالشفاء العاجل له، كما يجري في الدول التي تحترم نفسها.
كل ما هنالك أننا سقنا خبرا بكل تجرد قد تم التكتم عليه من طرف الجهات الرسمية وأصبح سرا من أسرار الدولة، ومن
يخفي مرض الرئيس وصحته، وهي قضية عامة تهم الرأي العام، كيف يمكن له يدعي أنه يخوض معركة الشفافية والصدق والنزاهة؟
مع تمنياتنا بالصحة والعافية للجميع وتقبل الله صومكم. “