أعربت اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، عن «بالغ قلقها» إزاء وضع مهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى، رُحّلوا إلى الصحراء الليبية إثر «حملة اعتقالات» أعقبت مقتل مواطن تونسي على يد مهاجرين.
وفي أول تعليق لأحد الأجهزة التابعة للاتحاد الأفريقي في بيان رسمي، دان جريمة القتل هذه التي راح ضحيتها مواطن تونسي. وفق ما أوضحت المقررة الخاصة المعنية باللاجئين وطالبي اللجوء والمشردين داخليا والمهاجرين في أفريقيا، مايا سهلي فاضل.
ودانت الهيئة الأفريقية كذلك «المعاملة التي يتعرض لها المهاجرون» في تونس، لا سيما «التشويش» على وضعهم الذي أدى إلى ترحيلهم إلى الصحراء الليبية، وهو ما يرقى إلى «المعاملة القاسية واللاإنسانية»، حسب تعبيرها.
وذكّرت المقررة، «السلطات التونسية بأن الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب يُلزم الدول باتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان احترام الحقوق الواردة فيه». وهذا يشمل احترام كرامة الإنسان وأمن الإنسان والحماية من جميع أشكال التمييز، بما في ذلك التمييز على أساس العرق. وفق البيان ذاته.
وتشير المقررة الخاصة إلى «أنه يمكن لأي شخص أن يصبح مهاجراً في أي وقت وأن وضع المهاجر النظامي أو غير النظامي لا يمكن أن يحرم الشخص من الكرامة الواجبة له أو لها كإنسان».
ودعت السلطات التونسية إلى احترام الحقوق التي يكفلها الميثاق الأفريقي من خلال ضمان حماية المهاجرين على أراضيها، والامتناع عن إبعادهم إلى الصحراء دون أي مساعدة.
وفي الأثناء، تتضارب الأنباء بشأن حقيقة إجلاء جميع المهاجرين من الحدود التونسية الليبية، حيث جرى ترحيل أكثر من 600 من المهاجرين غير النظاميين من طرف منظمة الهلال الأحمر بعد إجلائهم، الإثنين.
لكن تبين أن هناك مجموعات أخرى لا تزال عالقة على تلك الحدود، بعدما دفعتها السلطات قسراً من صفاقس، حسب ما أكدت، الأربعاء، منظمة «هيومن رايتس ووتش»، ومهاجرون عالقون لموقع «مهاجر نيوز» الإخباري.
وأشارت منصة «هاتف الإنذار» التي تتابع الوضع عن كثب، إلى تواصلها مع مجموعة من حوالي 150 شخصاً، جرى ترحيل بعضهم إلى الحدود الليبية والبعض الآخر هناك منذ خمسة أيام، وبينهم نساء وأطفال ليست لديهم إمكانية الوصول إلى الماء والطعام كما أفادوا بوفاة شخص واحد.
إجلاء 650 مهاجراً كانوا عالقين على الحدود الليبية
وأكدت مديرة مكتب تونس في منظمة «هيومن رايتس ووتش»، سلسبيل شلالي، مساء الثلاثاء، أن 650 مهاجراً ممن كانوا عالقين على الحدود الليبية قرب رأس جدير جرى إجلاؤهم بمساعدة الهلال الأحمر. ونقلت حافلات المهاجرين إلى أماكن تديرها السلطات المحلية في تطاوين ومدنين.
وبدأت حملة ترحيل المهاجرين في صفاقس، وهي نقطة انطلاق لكثيرين من دول أفريقية يأملون في الوصول إلى أوروبا، بعد جنازة رجل تونسي يبلغ 41 عاماً تعرض للطعن حتى الموت في الثالث من يوليو الجاري إثر مشاجرة بين سكان محليين ومهاجرين.
وندّدت منظمة «إغاثة اللاجئين الدولية»، الإثنين، بـ«الاعتقالات العنيفة والطرد القسري لمئات المهاجرين الأفارقة السود»، مؤكدة أن بعضهم مع ذلك «مسجلون لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أو لهم وضع قانوني في تونس».
وقال الرئيس قيس سعيد إن تونس «لقّنت هذه الأيام درساً للعالم في الرعاية والإحاطة بهؤلاء الضحايا ولن تقبل أبداً بأن تكون ضحية، وستتصدى لكل محاولات التوطين التي جَهَرَ بها البعض، كما لن تقبل إلا من كان في وضع قانوني طبق تشريعاتها الوطنية».