حذر ابن أحد الأعضاء المؤسسين لحماس من أن إسرائيل يجب ألا “تجدد” الجماعة من خلال إطلاق سراح أخطر أعضائها – بما في ذلك والده – من السجن كجزء من صفقة رهائن.
مصعب حسن يوسف، 46 عاماً، هو الابن الأكبر لحسن يوسف، أحد أبرز قادة حماس في الضفة الغربية. وكان من المتوقع أن يسير على خطى والده ويصعد في الرتب ليصبح شخصية قيادية داخل حماس. لكن بدلاً من ذلك تم تجنيده للعمل لصالح جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، في سن السابعة عشرة، واستمر في العمل كجاسوس لجهاز الأمن الإسرائيلي لمدة عقد من الزمان.
خلال تلك الفترة، حاول كسر “دائرة العنف ضد الأبرياء”، وساعدت المعلومات الاستخباراتية التي قدمها إسرائيل في إحباط الهجمات في ذروة الانتفاضة الثانية.
وفقاً لمركز المعلومات الفلسطيني، أمضى والد يوسف أكثر من 25 عاماً في السجون الإسرائيلية، بعد أن اعتقلته أجهزة الأمن الإسرائيلية عدة مرات على مدى العقدين الماضيين. -هو الآن في سجن إسرائيلي بعد اعتقاله في 19 أكتوبر 2023 كجزء من حملة القمع ضد حماس في أعقاب غزوها في 7 أكتوبر لجنوب إسرائيل والذي قُتل فيه أكثر من 1200 شخص، وتم أخذ 254 إلى غزة كرهائن.
يبلغ مصعب، المولود في رام الله بالضفة الغربية، من العمر 45 عاما وهو نجل حسن يوسف، أحد مؤسسي حركة حماس في الضفة الغربية والذي قضى نحو ثلث حياته في السجون الإسرائيلية.
عمل مصعب مع حركة حماس في بدايات حياته وكان اليد اليمنى لوالده، الذي تبرأ منه فيما بعد نتيجة انشقاقه.
حصل مصعب على لقب “الأمير الأخضر” وهو اسمه الحركي داخل جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشين بيت”، في إشارة إلى لون علم حماس ومكانته التي تمتع فيها يوما داخل الحركة.
انشق مصعب عن الحركة عام 1997، وعمل بعد ذلك كعميل سري لجهاز الشاباك حتى انتقل إلى الولايات المتحدة عام 2007.
وفقا لتقرير نشرته صحيفة “هآرتس” في عام 2010، فإن المعلومات التي أدلى بها مصعب ساعدت جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي على القيام بعدة اعتقالات كبرى ومنع عشرات العمليات ضد إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية.
في عام 2007، غادر مصعب الضفة الغربية وانتقل إلى الولايات المتحدة حيث تقدم بطلب للحصول على اللجوء السياسي، وقد وافقت السلطات الأميركية على طلبه في عام 2010.
ومنذ ذلك الحين ابتعد مصعب عن والده واعتنق الديانة المسيحية قبلها. وفي عام 2010 نشر كتاب عن سيرته الذاتية بعنوان “ابن حماس”، الذي تحول فيما بعد إلى فيلم بعنوان الأمير الأخضر، أنتج سنة 2014.
وفي تصريح لموقع “الحرة”، يعلق الباحث السياسي الفلسطيني، جهاد حرب، على قضية تداول تصريحات مصعب في هذا الوقت بالذات من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويقول إن “المخابرات الإسرائيلية تستخدم هذا الرجل عندما تكون هناك حجة لوجود أصوات نشاز من الفلسطينيين يجري استخدامها من قبل الجهاز السياسي والأمني الإسرائيلي للقول إن هناك أطرافا فلسطينية معارضة لحركة حماس كانت تعمل مع الحركة في السابق”.
ويضيف حرب أن إسرائيل تحاول من خلال مثل هكذا أشخاص “تشويه صورة حماس بشكل خاص والنضال الفلسطيني بشكل عام، للتبرير أمام الجمهور الداخلي الإسرائيلي والمجتمع الدولي”.
ويتابع حرب أن “الفلسطينيين لا ينظرون لهذا الرجل بعين الأهمية، وهم يعتبرونه أحد عملاء إسرائيل، وبالتالي أية تصريحات من هذا الشخص بالنسبة لهم هي مبنية على معلومات استخبارية من المخابرات الإسرائيلية”.
ويبين حرب أن “هناك شكوكا دائمة حول هذا الشخص، حتى لو كانت المعلومات التي يدلي بها صحيحة، إلا أن الفلسطينيين لا ينظرون له بحسن نية أو بعين الرضى”.
ويقلل حرب من شأن انشقاق مصعب وشقيقه صهيب عن حركة حماس بالقول: “لم يكن لمصعب وشقيقه أية قيمة داخل حركة حماس، لأنهم لم يكونوا من القيادات”، مضيفا أن انشقاقهم “أثر فقط على سمعة والدهم ووضعه النفسي”.
ويؤكد حرب أن “المعلومات التي حصلوا عليها جاءت بناء على قربهم من والدهم، وليس لأنهم كانوا بارزين في الحركة”، لافتا إلى أنه “على الرغم من اعتقال بعض قيادات حماس نتيجة معلومات قدمها مصعب، لكن الحركة لم تتأثر بانشقاقه سواء على المستوى الجماهيري أو التنظيمي”.