يواصل عدد من وسائل الاعلام الجزائرية الحديث عن تطور لافت في العلاقات الجزائرية الأمريكية وهو ما ذهبت اليه صحيفة النصر التي تحدثت عن ” اتفاق عسكري وصفقات اقتصادية وتفاهمات سياسية ودبلوماسية: توافـــق غيـــر مسبــوق في العلاقــات الجزائريــة – الأمريكيــــة ” أما الاذاعة الجزائرية فقد تناولت هي الأخرى هذا التوجه اللافت في السياسة الخارجية الجزائرية تقول الاذاعة الحكومية ” يرى الباحث في الدراسات الإستراتيجية وسياسات الدفاع الدكتور عبد القادر سوفي أن هناك 3 مؤشرات تدل على العلاقة ” جد القوية” بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية وهو ما تعكسه زيارة قائد أفريكوم الفريق أول مايكل لانغلي إلى الجزائر .
بعد سنوات من الريبة والشكوك حول دور أفريكوم في المنطقة وقع رئيس أركان الجيش الجزائري السعيد شنقريحة مذكرة تفاهم مع قائد القيادة الأمريكية لإفريقيا “أفريكوم” مايكل لانغلي في مجال التعاون العسكري.
جاء ذلك على هامش محادثات أجراها رئيس أركان الجيش الجزائري مع قائد القيادة الأمريكية لإفريقيا يوم 22 جانفي الماضي والتي تناولت “التحديات الأمنية التي تواجهها القارة الإفريقية وتبادلا وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وكذا الوسائل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون العسكري بين البلدين”، حسبما ورد في بيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية.
وقال شنقريحة “أخذا بعين الاعتبار للمهمة المخولة لها من طرف الاتحاد الإفريقي كمنسق لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف على مستوى القارة، فإن الجزائر تواصل جهودها لتعزيز المسعى الإفريقي المشترك لدحر الإرهاب والوقاية منه ورفعت العديد من المبادرات، على غرار إعداد مخطط إفريقي لمحاربة الإرهاب، تفعيل الصندوق الإفريقي لمحاربة هذا التهديد، إعداد قائمة إفريقية للأشخاص والكيانات المتورطة في أعمال إرهابية وكذا إعداد مذكرة توقيف إفريقية”.
وأشاد شنقريحة بـ”تميز علاقات التعاون العسكرية الجزائرية الأمريكية التي تقوم على العقلانية والحوار البناء والهادف الرامي إلى تعزيز شراكة مستديمة”.
وبعد أسبوع واحد عن زيارة قائد أفريكوم بحث وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، يوم 29 جانفي 2025 مع الأمين العام المساعد لحلف شمال الأطلسي “الناتو” خافيير كولومينا بيريز، مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، وسبل تعزيز التعاون.
جاء ذلك خلال لقائهما بالجزائر العاصمة التي وصلها بيريز في إطار زيارة غير معلنة المدة، وفق بيان وزارة الخارجية الجزائرية،
وقالت الخارجية،الجزائرية إن الجانبين “تبادلا الرؤى بخصوص عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط”.
واستعرضا “واقع وآفاق علاقات الحوار والتعاون بين الجزائر ومنظمة حلف شمال الأطلسي”.
كما عقد الطرفان “الدورة الثانية للحوار السياسي بين الجزائر ومُنظمة حلف شمال الأطلسي”،
هذا من الناحية الأمنية والعسكرية أما على الصعيد الاقتصادي فقد وقعت الجزائر يوم 23 جانفي 2025 اتفاقا مع شركة شيفرون الأميركية العملاقة للطاقة بهدف تقييم موارد النفط البحرية المحتملة في البحر الأبيض المتوسط، بحسب وزارة الطاقة في البلاد.
وأعلنت الوزارة في بيان أن الشراكة أبرمت بين الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات “النفط” وشيفرون شمال أفريقيا.
وأضاف البيان أن الاتفاق الذي سيستمر عامين ينص على “إنجاز دراسة معمقة لتقييم الموارد النفطية في المنطقة البحرية الجزائرية”.
وقد يمهد الاتفاق “الطريق لمشاريع استكشاف وتطوير مستقبلية تهدف إلى تثمين موارد المحروقات الوطنية”.
ويأتي هذا في إطار جهود وكالة “النفط” في “جذب استثمارات نوعية وتعزيز القدرات التقنية في مجال الاستكشاف البحري”، بحسب ما قال رئيسها مراد بلجهم في البيان.
وقبل ذلك وقعت شركة النفط الحكومية الجزائرية سوناطراك، في جوان 2024 مذكرة تفاهم مع عملاق الطاقة الأميركي شيفرون، إيذانا بدخولها رسميا السوق الجزائرية لتطوير حقلين للنفط والغاز جنوب شرقي البلاد.
وجرت مراسم التوقيع بمقر الشركة المملوكة للدولة بالجزائر العاصمة، بحضور رئيسها التنفيذي رشيد حشيشي، ونائب رئيس شيفرون للاستكشاف ليز شوارز.
ولا بد من التذكير هنا أنه بعد أيام قليلة من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تلقى وزير الخارجية الجزائري ، أحمد عطاف، يوم 27 جانفي 2025 مكالمة هاتفية من نظيره الأمريكي، ماركو روبيو. ووفقا لما أفادت به الوزارة في بيان، جدد الوزير عطاف خلال المكالمة تهانيه لنظيره الأمريكي على إثر تعيينه على رأس كتابة الدولة الأمريكية.
كما أثنى الوزيران “على الحركية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الجزائرية الأمريكية، واتفقا على ضم جهودهما من أجل توطيد التعاون الثنائي في المجالات ذات الطابع الأولوي على غرار الدفاع، والطاقة، والفلاحة وكذا العلوم والتكنولوجيا.”
