قررت الأنظمة العسكرية الحاكمة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر سحب بلدانها بمفعول فوري من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس)، المنظمة الاقليمية التي تضم 15 عضوا كما أعلنت في بيان مشترك الاحد.
وجاء في البيان الذي تلي على وسائل الإعلام الرسمية في الدول الثلاث أن قادة دول الساحل الثلاث “مع تحملهم كافة مسؤولياتهم أمام التاريخ واستجابة لتوقعات وتطلعات شعوبهم، يقررون بسيادة كاملة الانسحاب الفوري لبوركينا فاسو ومالي والنيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا”.
تعدّ مجموعة “إيكواس” تكتلاً إقليمياً سياسياً واقتصادياً لدول غرب إفريقيا، وتأسست بليبيريا عام 1975، ومنذ ذلك الحين إلى اليوم، نجحت في أن تضم 15 دولة من غرب القارة السمراء، تشكل مساحتها مجتمعة نحو 5 ملايين و 114 ألف كيلومتر مربع، ويسكنها ما لا يقل عن 350 مليون نسمة.
وتضم مجموعة “إيكواس” مُؤسسات مفوضية تحتها، وكذا محكمة العدل الخاصة بالمجموعة، وبرلمان المجموعة، وبنك إيكواس للاستثمار والتنمية (EBID)، ومنظمة الصحة لغرب إفريقيا (WAHO)، ومجموعة العمل الحكومية الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في غرب إفريقيا (GIABA). إضافة إلى تكتلين نقديين هما الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا (UEMOA)، والمنطقة النقدية لغرب إفريقيا (WAMZ).
إضافة إلى عملها السياسي والاقتصادي، تمثل المجموعة قوة حفظ سلام في منطقة غرب إفريقيا. ذلك إذ تحسب لها عدة تدخلات عسكرية مشتركة من أجل إعادة الأمن في الدول الأعضاء، ومكافحة التمردات المسلحة والجماعات الإرهابية.
وكان أول تدخل عسكري لـ”إيكواس” في ليبيريا عام 1990، إذ أرسلت قوة عسكرية مشتركة من أجل إنهاء الحرب الأهلية التي كانت تشهدها البلاد وقت ذاك. بينما آخر تدخل لها يعود إلى عام 2017، إذ وجهت نحو 7000 جندي إلى غامبيا من أجل إجبار الرئيس السابق يحيى جامع على قبول نتائج الانتخابات التي انهزم فيها، وتسليم السلطة للرئيس المنتخب.
فيما بين هذين التدخلين، حارب قوات “إيكواس” في كل من مالي عام 2013، في إطار جهود محاربة الجماعات الإرهابية. وغينيا بيساو عام 2012، من أجل حل الأزمة السياسية وتمرير السلطة للرئيس المنتخب. وفي الحربين الأهليتين في ساحل العاج عام 2002 وفي سيراليون عام 1997