عاشت تونس خلال الفترات الأخيرة على وقع محاولات تستهدف رئيس الجمهورية وضرب الأمن القومي للبلاد وقد اتهم الرئيس قيس سعيّد أطرافا سياسية، بالسعي لتدبير محاولات لاغتياله، وقال إنهم يفكرون في القتل والدماء، مشددا على أنه “لا يخاف إلا من الله، وإن مات سيكون شهيدا”.
ومن بين هذه القضايا الخطيرة أذكر:
1.في بداية شهر ماي الأخير قرّرت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس، تعهيد الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب والجريمة الماسة بسلامة التراب الوطني، بالبحث وإجراء التساخير الفنية المستوجبة، بخصوص محتوى التسجيلات الصوتية الواقع تداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والمنسوب مضمونها إلى مديرة الديوان الرئاسي سابقا نادية عكاشة.
2. القضية الثانية حدثت خلال شهر أوت 2020 لمّا تمّ تناقل صور لرئيس الجمهورية شادد الصف في احدى المخابز بمنطقة البحيرة لشراء الخبز.
جاء ذلك بعد تداول خبر “محاولة تسميمه” عن طريق الخبز ولكن دائرة الإعلام بالرئاسة دحضت المزاعم التي تحدثت عن “إحباط مخطط لتسميم الرئيس قيس سعيد”، معتبرة أن ما تم نشره من أخبار حول استهداف الرئيس مجرد “إشاعات لا أساس لها من الصحة”.
وكانت صحيفة “الشروق” ، قد نشرت في صفحتها الأولى خبرا بعنوان “أسرار مخطط تسميم قيس سعيد”، مؤكدة أن “أحد رجال الأعمال قام بتحريض عناصر لتسميم الخبز والمرطبات الذي تقتنيه مؤسسة الرئاسة من إحدى المخابز بالعاصمة”.
3. القضية الثالثة تعود الى شهر جانفي 2021 وتتعلّق “بالظرف المسموم” الذي فتحته مديرة الديوان الرئاسي السابقة نادية عكاشة فتسبّب لها في غثيان حملت على اثره الى المستشفى العسكري اين أجريت عليها الفحوصات اللازمة عادت على اثرها سالمة الى مكتبها في رئاسة الجمهورية.
ومنذ الإعلان عن تلقي الرئاسة الطرد، عبّرت عدة أحزاب تونسية وزعماء دول عربية من بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن تضامنهم مع الرئيس قيس سعيد
وقد عهد بالبحث فيها، وأجريت الأعمال الإستقرائية اللازمة، كما “تم القيام باختبارات على العينات، وكانت نتيجة البحث سلبية من الناحية الفنية”، كما جاء في تصريح لوزيرة العدل أنذاك حسناء بن سليمان
4.القضية الرابعة تعود الى شهر أوت 2021
حيث تمكنت السلطات الأمنية، من الإطاحة بإرهابي خطط لاغتيال رئيس الجمهورية خلال زيارة كان سيؤديها إلى إحدى المدن الساحلية.
والمشتبه فيه هو تونسي الجنسية ينتمي لتنظيم “داعش”، وتسلل من ليبيا حيث تلقى تدريباته وكان يعدّ لعملية اغتيال تستهدف رئيس الجمهورية، وهو أحد الذئاب المنفردة، وانطلقت مباشرة الأبحاث معه.
وتحدث وليد الحجام عن “محاولة تشويش على محاولات الإصلاح التي يقوم بها الرئيس سعيد”،
5.القضية الخامسة حدثت في شهر ديسمبر 2021
لدى إشرافه على مجلس الوزراء صرّح رئيس الجمهورية بأنّه “على علم بما يدبرون في الداخل والخارج وهناك مكالمة هاتفية تتحدث عن ارتكاب جرائم اغتيال عدد من المسؤولين وحتى عن يوم الاغتيال”.
وأوضح سعيّد متوجها بالكلام إلى وزير الداخلية: “تم رصد مكالمة هاتفية تتحدث حتى عن يوم الاغتيال”، مضيفا: “نحن نريد الحرية والعدل لشعبنا، نريد أن نموت موت العظام ولا نتحدّث عن كسر العظام”.
وفتحت النيابة العمومية تحقيقا حول ما أفاد به رئيس الجمهورية.
6.القضية السادسة حدثت في مارس2022
حيث دعا رئيس الجمهورية قيس سعيّد على عجل وزير الداخلية توفيق شرف الدين وطلب منه تتبع الجناة الذين يقفون خلف تداول وثائق مزوّرة تهدّد الأمن القومي ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وطالب بسرعة التحرك لضرب أيدي أولئك المدلسين الذين يسعون لتوتير العلاقات الدبلوماسية لتونس مع الدول الصديقة، وخاصة دول الجوار.
وهذه الوثيقة هي عبارة عن مراسلة خاصة من رئيس الجمهورية موجهة الى نظيره الجزائري ولم يقع الى حدّ الان الكشف عن مدى صحتها ولا على من دلّسها ولا على من سرّبها.
أردت التذكير بهذه المحاولات الخطيرة جدا والتي لا قدّر الله لو حصلت احداثها لكانت تداعياتها كارثية على البلاد…ولأتساءل كيف لم يقع الى حد الان الكشف عن نتائج التحقيقات والحال أن الإعلان عن بعضها جاء على لسان رئيس الجمهورية الذي يرأس مجلس الأمن القومي وهو القائد الأعلى للقوات المسلّحة العسكرية والأمنية والماسك بجميع السلطات منذ 25 جويلية 2021 وهي السلطات التي تأكّدت من خلال الدستور الجديد.
- ابراهيم الوسلاتي صحفي ومحلل سياسي