يعيش محيط الجنوب الغربي في ليبيا تحركات عسكرية غير مسبوقة مما يوحي بأنه سيتحول إلى مسرح لأحداث ساخنة خلال الفترة المقبلة، وذلك بسبب ما شهده من حشيد عسكري غير مسبوق خلال اليومين الماضيين بين موالين لـ “القيادة العامة” وبين حكومة الوحدة، ما فتح باب التكنهات عن أسباب ودوافع هذه التحركات
.وتساؤلات بشأن ما إذا كانت المنطقة مقبلة على حرب جديدة
تعيش المنطقة الواقعة قرب المثلث الحدودي لليبيا مع تونس والجزائر، وجنوب غربي طرابلس بنحو 600 كيلو متر، حالة من التوتر والهدوء الحذر في الفترة الأخيرة، إثر تحركات عسكرية وأمنية ملحوظة لـ”اللواء 444 قتال”، التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، ولقوات آمر المنطقة العسكرية بالجبل الغربي، اللواء أسامة جويلي، الذي يحسبه البعض على تحركات تدعم حفتر.
ولم تصدر حتى الآن أي تصريحات رسمية من شرق البلاد وغربها، تعلن دعمها للتحركات العسكرية في مناطق الجنوب الغربي.
حالة تأهب
وكانت الكتيبة 17 حرس الحدود التي تسيطر على معبر الدبداب البري بين ليبيا والجزائر، قد أعلنت الأسبوع الماضي حالة النفير العام للقوة المساندة لها وكل القوة العمومية ورفع درجة التأهب والاستعداد والتوجه إلى مطار غدامس نظرا للأوضاع العسكرية في الفترة الأخيرة.
وفي الأثناء رصدت تحركات عسكرية تابعة لقوات أسامة الجويلي في تلك المنطقة، وبدورها تعمل دوريات تابعة للواء 444 قتال لرصد التحركات القادمة من المنطقة الجنوبية.
تداعيات الشرارة
بصفته القائد الأعلى للجش الليبي.. بحث المجلس الرئاسي الأحد الماضي تداعيات إقفال حقل الشرارة النفطي جنوب غرب البلاد مع رئاسة الأركان بحكومة الوحدة، والتطورات والأوضاع العسكرية بالمنطقة الجنوبية الغربية، وما يترتب عليه من عدم استقرار أمني بالمنطقة بصفة عامة.
صراع إقليمي
خلال الفترة الأخيرة شهدت شمال مالي معارك عنيفة بين مقاتلي الحركة الأزوادية وقوات الفيلق الروسي بالقرب من الحدود الجنوبية الغربية في ليبيا ما قد يجدد نشاط التحركات العسكرية في تلك المنطقة.
ونشرت حسابات منها موقع أكلي شكا المختص في الشؤون الأفريقية مقاطع فيديو تظهر مجموعات من الطوارق مدججين بالسلاح على متن عربات، وقالوا إنهم في طريقهم إلى أزواد لدعم الذين يواجهون قوات الفيلق الروسي الأفريقي.
تساؤلات
وعلى إثر توسع دائرة الصراع في إحدى بؤر المعارك الضارية والبعيدة نوعا ما عن الأراضي الليبية، بين الجيش المالي والحركات الأزوادية من جهة أخرى، تثار تساؤلات كثيرة حول من يدفع بالليبيين إلى حرب أخرى هم في غنى عنها وخارج أراضيهم وقد تسبب توترات بين طرابلس ونيامي وباماكو.
الشرق الأوسط
من غير شك أن تداعيات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، تلقي بظلالها على الساحة الدولية، وشمال أفريقيا ليست بعيدة عن ذلك، فالولايات المتحدة وأوروبا اللتان تواجهان روسيا في أوكرانيا، ليس لهم بدٌّ من التصدي للتوسع الروسي في شمال أفريقيا، ولكن روسيا قد تكون انتهزت فرصة التهاب الشرق الأوسط وبلوغه ذروة الصراع، لبسط نفوذها أكثر في المنطقة.