قال النائب السابق مجدي الكرباعي مساء اليوم أن 04 عناصر من المخابرات الإيطالية في تونس تعرضوا لحالة تسمم ، أحدهم توفى و آخر في الانعاش و اثنين في مستشفى مقاومة التسمم في تونس .
وكانت وكالة نوفا الايطالية أكدت أن أحد عملاء المخابرات الإيطالية الذين حضروا حفل عشاء في الحمامات الأسبوع الماضي، أصيب بالتسمم بمادة يعرفها المحققون التونسيون بـ “السيانيد”، وهو يقاتل بين الحياة والموت. وبعد دخوله في غيبوبة طبية، بدا أن حالته الصحية قد تحسنت، لكن في الواقع كانت حالته ستزداد سوءا، لأن المادة السامة قد تضر بالأعضاء الداخلية. هذا ما علمته “وكالة نوفا” من مصادر مؤهلة تضيف أن الرجل، وهو عميل لوكالة المعلومات والأمن الداخلي (آيسي)، سيحتاج إلى نقل عاجل إلى إيطاليا، وهو ما تعكف السلطات الإيطالية حاليا على تقييمه مع أطباء تونسيين. ويوجد الرجل في مستشفى نابل في حين يتم نقل شخصين آخرين متورطين في القضية إلى مركز مكافحة السموم في تونس العاصمة.
وفقًا لرواية الناجين، فإن أول من تناول نفس المشروب، هو العميل السابق لوكالة المعلومات والأمن الخارجية (Aise)، والذي تم تحديده بالأحرف الأولى من اسمه GM، وقد توفي. وبحسب ما علمت “نوفا”، فإن رجلا وامرأة حضرا العشاء وليسا من سكان الحمامات، عادا إلى إيطاليا منذ عدة أيام. وفتحت الشرطة التونسية تحقيقا في الحادث. ورغم أن تفاصيل الفحوصات ونتائج التشريح تخضع لسرية التحقيق، إلا أن مصادر قضائية تونسية أكدت أن سبب الوفاة هو “التسمم بالسيانيد”.
المعلومات الكاملة عن مادة السيانيد القاتلة
تعرف هذه المادة باسم حمض الهيدروسيانيك أيضًا، يرمز لها كيميائيًا بـ “HCN”، وهو عامل مميت سريع التأثير يثبط التنفس الهوائي للخلايا، بمنعها من استهلاك الأكسجين.
ويوجد سيانيد الهيدروجين السائل في الضغط الجوي وله مظهر عديم اللون أو أصفر مائل للبني، وعندما يتم إطلاقه فإنه قد يتبلمر أو ينفجر، وقد يستقر.
ويعد الاستنشاق هو الطريق الأكثر احتمالاً لدخول سيانيد الهيدروجين إلى الجسم، ويسبب في البدء تسرع التنفس، ويكفي تركيزًا مقداره 300 ميلي غرام لكل متر مكعب لقتل الإنسان خلال 10 دقائق؛ أما سيانيد الهيدروجين السائل فيخترق الجلد وقد تمتصه الرئتان عندما ينتثر في الهواء على شكل ضبابي.
تبدأ أعراض التسمم بسيانيد الهيدروجين بسرعة لأنه يمتص من الرئتين، ويحدث تسارع النفس أولاً، ثم يزداد بازدياد الجرعة المستنشقة ويتلو ذلك فقد سريع للوعي.
وعند التعرض للتركيزات المرتفعة تشمل الأعراض الإحساس بانقباض في الحنجرة، والدوار، وتشوش الوعي، وضعف الرؤية، والشعور بضربة على الرأس والصدغين، وآلام في الظهر وفي العنق وفي الصدر.
يعالج الأطباء المصابين بهذه المادة حسب مستوى التعرض لها، وينبغي أن يبدأوا أولًا بإبعادهم عن مصدر استنشاقها.
بالنسبة للضحايا الذين لا تظهر عليهم أعراض بعد مرور دقائق على تعرضهم لا يحتاجون للأكسجين وللترياق.
وعندما يسبب التعرض تأثيرات واضحة مثل انقطاع النفس فمن الضروري وضع المصاب على جهاز التنفس الاصطناعي ومنحه الترياق فورًا.
وفي حالة المرضى الذين تعافوا إثر التعرض الحاد، والذين يعانون من فقد الوعي مع التنفس بشكل طبيعي، سيتعافون بسرعة أكبر بإعطائهم الأكسجين والترياق.
وينبغي محاولة إنعاش المصابين الذين لا يمكن الشعور بالنبض لديهم إن كان توقف القلب لديهم قد حدث من فترة وجيزة.
من الضروري إزالة التلوث من الثياب نظراً لسرعة تطاير سيانيد الهيدروجين، أما التلوث بالسوائل فيتطلب إزالته بالماء وبالمنظفات معًا.
وينبغي أن تتضمن المعالجة التي تجرى تحت إشراف وتوجيه الطبيب للمرضى وللضحايا الذين ظهرت لديهم الأعراض، على ثيوسلفات الصوديوم، ونترات الصوديوم أو رابع ديمثيل أمينوفينول، والكوبالت.