تشهد الأرض، السبت، حدثا فلكيا عالميا يتمثل في اقتراب نيزك حديث الاكتشاف أطلقت عليه تسمية 2024MK .
وبخصوص هذا الحدث، أفاد أستاذ التأطير العلمي بمدينة العلوم، هشام يحي، بأن النيزك سيصل إلى أقرب مسافة بين الأرض والقمر (295 الف كيلمتر)، السبت 29 جوان على الساعة الثالثة و 45 دقيقة مساء، بتوقيت تونس.
وأضاف أن اكتشاف النيزك بصفة متأخرة يوم 16 جوان 2004، شكل مفاجأة للعلماء.
ويبلغ طول هذا الجرم السماوي، 120 مترا وعرضه 270 مترا، وهو من أشد النيازك لمعانا خلال العشر سنوات الأخيرة ويمكن رصده بواسطة تلسكوب هواة صغير الحجم.
ويتميز النيزك بالسرعة الشديدة حسب هشام يحي، الذي أكد أن اتجاهه ليس نحو الأرض لذا فهو لا يمثل خطرا على كوكبنا الذي يتمتع بحماية درع هام وهو الغلاف الجوي فضلا عن وجود منظومة توجيه تراقب حركة الأجسام الموجودة بالفضاء التي تقترب من الأرض وتمثل تهديدا لها عبر تغيير مسارها .
و عرف النيازك على أنها كواكب غير مكتملة التكوين تفلت منها مجموعة تتجه نحو المشتري أو تقترب من الكواكب القريبة من الأرض كالزهرة وعطارد.
5500 نيزك يتقاطع مسارها مع الأرض
وأحصي المختصون قرابة 5500 نيزك يتقاطع مسارها مع الأرض ويمثل اقترابها من الأرض خطرا يمكن أن يهدد الحياة على وجه الكوكب.
ويتعرض النيزك أثناء توجهه نحو الأرض وعند دخوله الغلاف الجوي وبسبب الظروف الطبيعية (حرارة ورطوبة)، للذوبان أو التآكل فيقل حجمه وهو مايفسر ندرة حالات سقوط النيازك على الأرض عبر التاريخ.
وسجل حدوث ثلاث حالات سقوط نيازك على الأرض عبر التاريخ، على غرار انفجار نيزك على بعد 50 كلم من الأرض سنة 1908 في سيبيريا، والذي نتج عنه احتراق مئات الهكتارات من الغابات.
وفي سنة 2013 تسبب اختراق نيزك لمدينة تقع في سيبيريا وسقوطه في مكان مفتوح غير مأهول، في إحداث موجات صدمة نتج عنها سقوط عديد الجرحى إضافة إلى تهشيم بلور آلاف المباني.
ويعتبر أهم حادث لسقوط نيزك على الأرض ذلك الذي سجل منذ ملايين السنين وكان سببا، وفق بعض العلماء، في انقراض الدينصورات.
وكانت وكالة الفضاء الأمريكية قد أجرت حفريات عثر خلالها على آثار نيزك تحت سطح البحر، في خليج المكسيك، حيث تبين ان سقوط النيزك ربما يكون سببا في اختلال التوازن البيئي وبالتالي القضاء على الكائنات الكبرى بسبب نقص الغذاء ومنها الدينصورات.
دعوة لاستغلال فرصة ظهور النيزك الجديد
ودعت المنظمات الجوية المختصة الى استغلال فرصة ظهور النيزك الجديد من أجل العمل على مزيد تعزيز منظومة الدفاع عن الأرض وتطوير أبحاثها حتى تتمكن من إبعاد خطر النيازك على الأرض في الحالات القصوى.
وتزامن ظهور نيزك MK2024 ، مع الاحتفال باليوم الدولي للنيازك، 30 جوان من كل عام، والذي احدثته الامم المتحدة من اجل التعريف بهذه الأجرام السماوية، التي تشكل تهديدا للحياة على وجه الارض، وتوعية الناس بخطورتها.
وأعدت مدينة العلوم بتونس بهذه المناسبة برنامجا مفتوحا للعموم يمكن الزائرين من رؤية النيازك عبر التيليسكوب الى جانب حلقات نقاش للتعريف بالسلوك الواجب اتباعه في حالة العثور على بقايا هذه الجسيمات باهضة الثمن والتي يمنع بيعها اوشرائها و تتعرض للتهريب عبر العالم.
وقال هشام يحي ان الخطر الحقيقي الذي يهدد كوكب الارض هو الحروب والتغير المناخي والأمراض معتبرا أنه على البشرية التكيف مع الوضع المناخي الكارثي عبر تطوير نباتات تتاقلم مع المناخ وتستهلك كميات أقل من المياه.