يسعى الاتحاد الأوروبي خلال الدورة التشريعية الجديدة 2024-2029 إلى وضع خطط لخفض عدد موظفيه في عدد من بعثاته الدبلوماسية في الخارج لصالح تعزيز وجوده في دول لديه فيها مصالح استراتيجية.
جاء ذلك في وثيقة أفادت النسخة الأوروبية لموقع (بوليتيكو) الاخباري الامريكي بأنها تحصلت عليها.
ويوزع الاتحاد الأوروبي بعثاته الدبلوماسية على 145 بلدا حول العالم.
وحسب (بوليتيكو)، فإن التكتل الموحد يسعى إلى التركيز على بلدان “تكمن فيها المصالح الأساسية للاتحاد الأوروبي”، كتلك التي تسعى إلى الانضمام أو التي تقع في الجوار المباشر ودول مجموعة العشرين، و”القوى السياسية والاقتصادية الناشئة” والبلدان التي “يشكل عدم استقرارها تهديداً لمصالح الاتحاد الأوروبي”.
وقد بدأ موظفو الخدمة المدنية في الاتحاد الأوروبي في إعداد أفكار لتبني “نهج أكثر استهدافاً” تجاه سفاراته.
وأشار موقع (بوليتيكو) إلى أن هذا التوجه الجديد يثير القلق من أن الاتحاد الأوروبي قد يفقد ثقله الدبلوماسي في مناطق مثل أفريقيا وأمريكا اللاتينية. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، شريطة عدم الكشف عن هويته: “سنترك وفداً صغيراً في أماكن مثل السودان أو النيجر، وهذه رسالة خاطئة، خاصة وأننا لدينا إدارة أمريكية تبدو أقل اهتماماً بالعالم الخارجي”.
ونقل الموقع الاخباري عن مسؤول آخر أن المحادثات الداخلية حول هذا المشروع “تثير مخاوف واضحة من أن روسيا أو الصين قد تملأ أي فراغ نخلقه”.
وتأتي التخفيضات المقترحة بعد أن تجاوزت دائرة العمل الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي، وهي الذراع الدبلوماسية للتكتل الموحد، ميزانيتها لعام 2024. وكانت في طريقها إلى تحقيق أداء أسوأ العام المقبل بفضل ارتفاع التكاليف والتضخم، مما أجبرها على خفض الإنفاق.
وترى المفوضية الأوروبية أن الإصلاح يتناسب مع مشروع البوابة العالمية، وهو إجابة الاتحاد الأوروبي على مشروع الحزام والطريق للبنية التحتية الذي يمتد في مختلف أنحاء العالم.
ونقل (بوليتيكو) عن أحد كبار المسؤولين في المفوضية أنه “إذا كانت بروكسل تريد أن تعمل بشكل أفضل في التواصل مع بلدان ثالثة، فإننا بحاجة إلى مراجعة الهيكل التنظيمي”.