أشار التقرير السنوي الذي تصدره الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية في العالم إلى اعتماد الدولة التونسية دستورا جديدا في أوت من العام الماضي نص على أن “تونس جزء من الأمة الإسلامية”، وأن الدولة تعمل على ضمان “تحقيق مقاصد الإسلام الحنيف، وتضمن حرية المعتقد والعبادة”.
وذكر التقرير أن السلطات التونسية أوقفت إماما في نابل مع عطلة إجبارية لمدة 10 أيام بعد تلاوته آيات من القرآن “يمكن تفسيرها على أنها إشارة إلى انقلاب”.
من جهة أخرى، أشارت الخارجية الأميركية إلى تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة الذي أوصى السلطات التونسية بضمان حرية المعتقد وإلى التصدي “للمواقف المجتمعية غير المتسامحة مع من يغيروا دينهم”.
وفي السياق نفسه، استحضر التقرير دعوة منظمات حقوقية محلية السلطات إلى حماية الأقليات الدينية من كل أشكال العنف وإلى منح الطائفة البهائية الحق في تكوين جمعية والحق في امتلاك مقابر خاصة بها.
ولفت التقرير إلى تعرض معتنقي المسيحية إلى تهديدات من أفراد عائلاتهم وإلى “ضغوط مجتمعية”، كما ذكر أن بعض الملحدين واجهوا أيضا “ضغوطا مجتمعية لإخفاء إلحادهم والتظاهر باتباع الدين الإسلامي خوفا من المجتمع”، بحسب التقرير.
وخلال الأسوع المنقضي ذكرت سفارة أمريكا في بلاغ لها، أن السفيرة ديبورا ليبستادت، المبعوثة الخاصة لرصد ومكافحة معاداة السامية، زارت تونس في الفترة ما بين 5 و 10 ماي.
وقامت المبعوثة الخاصة ليبستادت والسفير هود بزيارة كنيس الغريبة قبل هجوم 9 ماي المروع والمعادي للسامية والذي يتناقض تمامًا مع التاريخ الثقافي المتنوع لتونس، وفق نص البلاغ.
كما حضرا احتفالات Lag B’Omer السنوية في جزيرة جربة حيث تقطن واحدة من أقدم الجاليات اليهودية في شمال افريقيا.
خلال زيارتهما، التقى السفيران بقادة من المجتمع الناشط والطلبة المتحمسين من المدارس اليهودية الذين تركوا انطباعًا عميقًا لديهم، وفق نص البلاغ.
وأعربت المبعوثة الخاصة ليبستادت، وفق سفارة بلادها، عن اعجابها عندما علمت أن الطلبة المسلمين واليهود يدرسون معاً منذ فترة طويلة جنبًا إلى جنب في حومة السوق، وهو مثال آخر للتعايش الذي يعود تاريخه إلى 2500 سنة ويستمر في الجزيرة.
هذا وقد التقت المبعوثة الخاصة أثناء تواجدها في تونس العاصمة بكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج منير بن رجيبة لمناقشة الحريات الدينية.
كما شاركت في حلقات حوارية مع ممثلين من المجتمع المدني والتقت بطلبة الجامعة الأوروبية بتونس الذين أعربوا عن أملهم في التأثير الإيجابي للتبادل الثقافي في تعزيز التعايش.
و يتضمن التقرير السنوي حول الحرية الدينية تقييما لظروف حرية الدين والمعتقد في حوالي 200 دولة، مصنفا كلًّا من السعودية وإيران ضمن الدول التي “تثير قلقا خاصا”، فيما وضع الجزائر ومصر والعراق ضمن قائمة المراقبة.