حسب جداول المعهد الوطني للإحصاء كان نمو الصادرات التونسية في عام 2024 مدفوعًا بشكل رئيسي بقطاعي الأغذية الزراعية (+25.4 في المائة) والطاقة (+23.8 في المائة). وعلى العكس من ذلك، سجلت صادرات المعادن (-24,8%) ومنتجات النسيج (-5,4%) تراجعا. وتعزى الزيادة في الواردات التونسية بنسبة 1.4 في المائة أساسا إلى زيادة واردات منتجات الطاقة (+13.4 في المائة)، الضرورية لتلبية الطلب الداخلي المتزايد، والسلع الرأسمالية (+4.6 في المائة) والاستهلاك (+5.2 في المائة). في المائة)، مما يدل على انتعاش النشاط الاقتصادي. إلا أن هذا النمو قابله جزئيا انخفاض واردات المواد الخام (-4,3%) والمنتجات الغذائية (-12,5%).
يؤكد الاتحاد الأوروبي نفسه باعتباره الشريك التجاري الأول للدولة الواقعة في شمال إفريقيا، مما يؤكد من جديد الاتجاه الذي استمر منذ عدة سنوات. وأظهرت الصادرات التونسية إلى الفضاء الأوروبي، رغم تسجيلها نموا محدودا (+0,2%)، ديناميكيات مختلفة في الأسواق الفردية. وعلى وجه الخصوص، لوحظت زيادات في إيطاليا (+4.2 في المائة)، وإسبانيا (+9.8 في المائة)، وألمانيا (+0.5 في المائة)، في حين سُجلت انكماشات في فرنسا (-2.2 في المائة) وهولندا (-28.6 في المائة). وفي ما يتعلق بالبلدان الناطقة بالعربية، ارتفعت الصادرات إلى الجزائر بنسبة 43,9 في المائة، فيما سجلت انخفاضات بالنسبة لليبيا (-12,4 في المائة)، والمغرب (-14,1 في المائة) ومصر (-6,9 في المائة).
كما يأتي 43.4 في المائة من إجمالي واردات تونس من الاتحاد الأوروبي، مسجلا نموا بنسبة 1.8 في المائة في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ومع ذلك، فإن التحليل حسب الدولة يسلط الضوء على وضع غير متجانس، مع زيادات في ألمانيا (+11.1 في المائة)، وإسبانيا (+7.2 في المائة)، وفرنسا (+0.6 في المائة)، في حين تم تسجيل انخفاضات في إيطاليا (-2.8 في المائة)، وهولندا (-). 9.9 في المائة) وبلجيكا (-13.9 في المائة). وخارج منطقة شنغن، ارتفعت الواردات من الصين (+4.7%) والهند (+2.5%)، في حين انخفضت الواردات من روسيا بنسبة مكونة من رقمين (-21%) وتركيا (-9.5%).
ويعود الميزان التجاري لتونس سلبيا أساسا إلى العجز مع الصين (-7.35 مليار دينار، ما يعادل 2.17 مليار أورو)، روسيا (-4.7 مليار دينار، حوالي 1.4 مليار أورو)، الجزائر (-3.5 مليار دينار، ما يعادل 1.03 مليار أورو) تركيا (-2.29 مليار دينار، نحو 677 مليون يورو)، الهند (-1.2 مليار دينار، (ما يعادل 355 مليون يورو) وأوكرانيا (-1.2 مليار دينار، ما يقارب 355 مليون يورو). غير أن الفوائض مع فرنسا (4.34 مليار دينار، 1.28 مليار يورو)، إيطاليا (1.4 مليار دينار، 414 مليون يورو)، ألمانيا (1.9 مليار دينار، 562 مليون يورو)، ليبيا (1.8 مليار دينار، 532 مليون يورو). والمغرب (176 مليون دينار، 52 مليون أورو) عوضا جزئيا هذا العجز. وبحسب المعهد الوطني للإحصاء، فإنه على الرغم من ارتفاع عجز الطاقة الذي انتقل من 8.52 مليار دينار (2.52 مليار يورو) عام 2023 إلى 9.39 مليار دينار (2.78 مليار يورو) في الفترة قيد النظر، إلا أن العجز التجاري باستثناء الطاقة سجل انخفاضا ليصل إلى 6.32. مليار دينار (1.87 مليار يورو). وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يؤكد نفسه باعتباره الشريك التجاري الأول لتونس، إلا أن ثقل الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وخاصة الصين وروسيا، أصبح محسوسًا بشكل متزايد. ويلقي العجز التجاري مع هذه الدول بثقله على الميزان التونسي، مما يسلط الضوء على هشاشة الاقتصاد التونسي .