اعتبرت الحملة الوطنية لإسقاط الاستفتاء في تونس اليوم الأربعاء إن ما حدث في مرحلة الإعداد للدستور “فضيحة كبرى في تاريخ البلاد”، في حين قال الرئيس قيس سعيد أمس الثلاثاء إن تونس دخلت مرحلة جديدة بعد إقرار دستور جديد، والذي جرى التصويت عليها أول أمس الاثنين.
ووصفت الحملة الوطنية لإسقاط الاستفتاء في مؤتمر صحفي ما حدث في تونس بأنه “أكبر عملية تحيل قام بها الرئيس لاحتكار السلطة”، مضيفة أنه رغم المقاطعة والمشاركة الضعيفة في الاستفتاء فإن الرئيس سعيد اعتبره ناجحا.
وحسب تصريحات الحملة فإن الهيئة العليا على الانتخابات تابعة لرئيس الجمهورية، و”لا يمكن الوثوق بما انتهت إليه”، وقالت الحملة في مؤتمرها الصحفي أن “هيئة الانتخابات خرجت عن حيادها وتغاضت عن بعض الممارسات”.
وقال الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي: “عملية التحيّل انطلقت منذ الاستشارة الإلكترونية وقيس سعيّد أعتبرها حققت نجاح رغم مشاركة 5% من الجسم الانتخابي، وعشنا فضيحة كبرى من خلال تعديل قيس سعيد للدستور وتعلل بتسرب أخطاء في المشروع الأول وكان من المفروض توقف مسار الاستفتاء”.
واتّهم “هيئة الانتخابات بالموالاة لقيس سعيد”، مضيفا: “وزراء قيس سعيّد انخرطوا في الحملة المروّجة للاستفتاء، والتلفزة الوطنية أصبحت بوق دعاية لقيس سعيد واستفتائه وهيئة الانتخابات دعمت قيس سعيّد ومجموعة مشبوهة ممولة من الخارج مكلفة بتشويه كلّ صوت معارض لقيس سعيّد”.
من جانبه، اعتبر الأمين العام لحزب الجمهوري عصام الشابي أنّ 75% من التونسيين رفضوا المشاركة في الاستفتاء، مبيّنا أنّ “قيس سعيّد خرق الصمت الانتخابي، وقام بجريمة انتخابية”، ولكن الهيئة تساير تزييف الانتخابات والتلفزة الوطنية، نقلت كلمته مباشرة وذلك يبطل الاستفتاء”، وفق تقديره.
بدوره، اتّهم الأمين العامّ لحزب العمّال حمه الهمامي قيس سعيّد بـ “تزوير الاستفتاء صحبة هيئة الانتخابات”، معتبرا أنّ سعيّد استحوذ على جميع السلط واتّخذ حتّى السلطة الروحية من خلال الفصل الخامس من مشروع الدستور من خلال تأويل مقاصد الإسلام والشريعة”، وفق تعبيره.
وقال: “نحن أمام كارثة سياسية واقتصادية واجتماعية وخلال السنة التي استحوذ فيها قيس سعيد على الحكم الفقر زاد بـ 780 ألف فقير وقيس سعيّد يمثّل دولة الوحشية”.
وفي نفس السياق، قال خليل الزاوية أمين عام حزب التكتّل: “عدنا إلى مربّع انتخابات دون مصداقية والاستفتاء والاستفتاء كان يوما حزينا في تاريخ البلاد وهو مشكوك في مصداقيته ونزاهته”.
وتابع: “قيس سعيّد يبثّ خطاب تفرقة وتخوين المعارضين وسنواصل العمل على مواجهة ذلك ومقاومته والتنسيقية ستوفر على المحافظة على مبادئ الديمقراطية والحرية واليوم ليس يوم تموقع”.