تحت عنوان ” حفتر يلعب بالنار ” قالت صحيفة الخبر الجزائرية أن تحركات ميليشيات ومرتزقة تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر باتجاه مناطق في الجنوب الغربي تسيطر عليها حكومة طرابلس المعترف بها من الأمم المتحدة، تحي شبح الحرب الأهلية بعد أربع سنوات من وقف إطلاق النار.
وأوردت قناة “ليبيا الأحرار” الخميس نقلا عن مصدر من رئاسة الأركان العامة أن “معاون رئيس الأركان الفريق صلاح النمروش أعطى تعليماته لوحدات الجيش برفع درجة الاستعداد لصد أي هجوم محتمل” في الجنوب الغربي.
وتعاني ليبيا من انقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وتدير شؤونها حكومتان: الأولى معترف بها دوليا في طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في شرق البلاد وتحظى بدعم المشير خليفة حفتر ومعقلها مدينة بنغازي.
وشن حفتر بدعم إماراتي وبالاستعانة بمرتزقة “فاغنر” هجوما واسعا في الفترة من أفريل 2019 إلى جوان 2020 للسيطرة على طرابلس.
وتمكنت قوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا، من إبقائه على أطراف المدينة، قبل انسحاب قواته بالكامل إلى الجفرة وسرت وسط ليبيا.
ورغم استمرار الخلافات السياسية وتحولها في كثير من الأحيان إلى اشتباكات دامية بين جماعات مسلحة، فإن وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر 2020 بعد فشل هجوم ميليشيات حفتر ما يزال صامدا إلى حد كبير.
والخميس، قال المجلس الأعلى للدولة ومقره في طرابلس وهو يعمل بمثابة غرفة ثانية للبرلمان، إنه يتابع “بقلق بالغ التحركات العسكرية الأخيرة في منطقة الجنوب الغربي من قبل قوات حفتر خلال اليومين الماضيين، في مسعى فاضح وواضح لزيادة النفوذ والسيطرة على مناطق استراتيجية مهمة مع دول الجوار”.
وأضاف المجلس في بيان “هذه التحركات قد ينتج عنها العودة إلى الصراع المسلح الذي يهدد اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 2020، ويقوض “مساعي توحيد المؤسسة العسكرية، ويقود إلى انهيار العملية السياسية”.
يقول الخبير في الشؤون الليبية في مركز “المجلس الأطلسي” للأبحاث عماد بادي لوكالة الأنباء الفرنسية أن “غرب ليبيا غارق الآن في اضطرابات كبيرة في سياق حشد (ميليشيات) حفتر، الذي ينظر إليه البعض على أنه مقدمة لهجوم محتمل على طرابلس”.
ووفق محللين آخرين ووسائل إعلام محلية، فإن الهدف من هذه التعبئة هو السيطرة على المعبر الحدودي مع الجزائر ومطار مدينة غدامس، الواقع على بعد 650 كيلومترا جنوب غرب طرابلس، والخاضع حاليا لسيطرة حكومة الدبيبة.
ويقدر بادي أن سيطرة القوات الموالية لحفتر على غدامس، وهي منطقة استراتيجية عند تقاطع حدود ليبيا مع الجزائر وتونس، “سيمثل انهيار وقف إطلاق النار لعام 2020”.
وأعلنت الميليشيات التي يقودها صدام حفتر، نجل المشير حفتر، الثلاثاء عن “عملية عسكرية” تهدف رسميا إلى “تأمين الحدود الجنوبية للبلاد وتعزيز الأمن القومي واستقرار البلاد في هذه المناطق الاستراتيجية” و”نشر دوريات” لمراقبة الشريط الحدودي مع دول الجوار.
ولليبيا حدود مع السودان من الجنوب الشرقي، وتشاد من الجنوب، والنيجر من الجنوب الغربي، والجزائر من الغرب، وتونس من الشمال الغربي.