التقى رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يوم الجمعة 30 جوان 2023 بقصر قرطاج، ربيع المجيدي، وزير النقل، السابق و خالد الشلي، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط التونسية أين أكد رئيس الجمهورية على ضرورة أن يعود للخطوط التونسية بريقها وأن يتم القضاء على الأسباب التي أدت إلى تراجعها مع تحميل المسؤولية كاملة لمن أراد ولا يزال يريد تفليسها للتفريط فيها في ما بعد كما حصل ذلك بالنسبة إلى عدد من المؤسسات والمنشآت العمومية.
وتعرّض رئيس الدولة، أيضا، إلى ضرورة تحسين الخدمات في الأرض والجوّ، مذكّرا بأن الخطوط التونسية كانت على مدى سنوات بعد إحداثها في طليعة شركات الطيران العالمية.
وتناول الاجتماع، كذلك، ضرورة تجديد أسطول طائرات الخطوط التونسية ووضع برنامج لاقتناء طائرات جديدة وخطة عمل لبيع الطائرات الرابضة في المطارات أو بيع قطع غيارها إن لم تعد صالحة للاستعمال.
ولكن ما الذي تغير منذ ذلك الوقت .
في البداية لا بد من التنويه بأنه قبل هذا الاجتماع بأسابيع قليلة أعلنت الخطوط الجويّة التونسية تعزيز أسطولها بأربع طائرات في إطار صفقة كراء لمدة 6 سنوات على أقصي تقدير.
وقد استقبل بالفعل مطار تونس قرطاج الدولي يوم 29 ماي 2023 أولى الطائرات ضمن هذه الصفقة وهي من نوع إيرباص A320.
ولكن بعد أشهر قليلة وتحديدا خلال شهر جويلية أعلنت الخطوط الجوية التونسية، أن عطلا فنيا في طائرة من طراز Aibrus A320 استأجرتها من شركة طيران أوروبية، أجبر قائد الطائرة على العودة بين تونس ودوسلدورف.
وهو ما دفع بالعديد من المهتمين بمجال النقل الجوي الى التساؤل عن سلامة هذا الخيار خيار كراء الطائرات لعدة أسباب يمكن تلخيصها على النحو التالي
1 ماهو متعارف عليه في مجال النقل الجوي أن اللجوء الى الكراء حتى وان كان ضمن صيغة DRY LEASE أي كراء الطائرة دون طاقم ودون خدمات اضافية مثل الصيانة على سبيل المثال ويتراوح كراء هذه الطائرة حسب سنها وحجمها ما بين 250 ألف دولار و400 ألف دولار شهريا مما يعني حسابيا أن الخطوط التونسية وبحساب الحد الأدنى للكراء ستدفع للشركات المؤجرة نحو 18 مليون دولار للطائرة الواحدة طيلة 6 سنوات واذا ما قمنا بعملية حسابية لما سيكلفه كراء 4 طائرات فاننا سنجد الرقم التالي 72 مليون دولار .وهو يرقم يسمح للشركة باقتناء قطع الغيار اللازمة لاصلاح عدد من الطائرات المعطبة التي تمتلكها الشركة أو اقتناء طائرة أو طائرتين في عمر معقول مع العلم وان هذه الاخيرة لم تحسم الى حد اليوم في مسألة الطائرات المتقادمة والتي بقيت متروكة في مستدوعات الخطوط التونسية ويفوق عمر الكثير منها ال20 سنة .
مع العلم وان الخطوط التونسية الفنية” تضم عدة كفاءات من الطراز العالي قادرة على مواجهة مختلف الأعطاب في حال توفرت قطع الغيار المطلوبة اضافة الى القرار الاداري .
2- تلجأ عادة شركات الطيران الى الكراء وهذا أمر متعارف عليه وقد قامت به أكبر شركات الطيران في العالم بما في ذلك الاماراتية ولكن هذه العملية تتم في الحالات الاضطرارية القصوى ولكن ان نقوم بكراء طائرات في وقت مريح للجميع ودون معرفة نسبة الامتلاء فهذا أمر يرقى الى سوء التقدير ان لم نقل سوء التصرف .
وكان وزير النقل السابق ربيع المجيدي اشار في ديسمبر الماضي الى وجود عديد الصعوبات في قطاع النقل الجوي وخاصة لدى شركة الخطوط التونسية من بينها تقلص عدد الطائرات لكن الشركة تسعى الى الاستثمار في الخطوط المربحة والتي تحقق نسبة امتلاء تناهز 72 بالمائة.
واكد ان اسطول الخطوط التونسية المكون من 11 طائرة شهد العام الماضي عديد الصعوبات التي ادت الى صعوبات في تنفيذ عديد السفرات خاصة في وقت الذروة.
وحسب تصنيف مؤسسة Skytrax لأفضل شركات الطيران في افريقيا لسنة 2023 حلت كل من شكركة الطيران الأثيبوبية على رأس قائمة متليها الخطوط المغربية متبوعة بخطوط افريقيا الجنوبية .
جميع شركات الطيران هذه أعضاء في جمعية الناقلين الجويين الأفارقة (AFRAA) ويوصى بها لجودة الخدمة والسلامة والموثوقية.
وحسب Skytrax غابت الخطوط التونسية عن قائمة العشرة الأوائل اذ حلت في المرتبة الرابعة الخطوط الكينية متوبعة بالخطوط الجزائرية في المرتبة الخامسة و خطوط القاهرة المصرية في المرتبة السادسة وخطوط جزر موريس المرتبة السابعة والخطوط الرواندية الثامنة والخطوط المصرية التاسعة وفلاي سافار جنوب افريقيا العاشرة.
يعتمد تصنيف سكاي تراكس على نتائج استفسار سابق من المسافرين من شركات الطيران حول العالم. المعايير الرئيسية هي جودة الخدمة والأمن والدقة والتركيبات والإصلاحات على متن الطائرة.
تتميز شركات الطيران الأفريقية بأداء أفضل وتقدم خدمة عالية الجودة يمكن مقارنتها بشركات الطيران في القارات الأخرى.
وسكاي تراكس هي شركة متخصصة بتصنيف خطوط الطيران حيث تصنف درجة وتقييم درجة الخطوط الجوية وتمنح تصنيفات مناسبة لوضع الخطوط الجوية من تصنيف مكون من خمس نجمات أو أقل من ذلك. ومقر الشركة يقع في بريطانيا .