أقر الرئيس السابق للمديرية العامة للأمن الخارجي بفرنسا، آلان جويي الذي يمثل المخابرات الخارجية الفرنسية بـ”تراجع فرنسي جيو-سياسي ودبلوماسي رهيب في القارة الإفريقية، خاصة في منطقة الساحل والصحراء، بعدما فقدت باريس ودبلوماسيتها كل نفوذها في منطقة الساحل والصحراء ”.
حديث آلان جويي جاء ضمن جلسة حوارية على قناة “أوبن بوكس تي في” على موقع “يوتيوب”، واصفاً ما يقع بـ”الكارثة الكبرى والأمر الخطير لأن “فرنسا فقدت نفوذها على إفريقيا، والأمر أكثر سوءاً مما يبدو”، وزاد: “الدولة التي كانت في وقت قريب حليفاً لفرنسا (يقصد المغرب) توجد الآن على خلاف معنا”.
عزا جويي فشل فرنسا الذريع في “حديقتها الخلفية” المفضلة، إلى تدبير “سيّء” نهجته السياسة الفرنسية مع القارة الإفريقية بشكل “كارثي وفاشل”، موردا ضمن الحوار ذاته: “هذا ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تنجح في قلب أنظمة حُكم كانت حليفة لنا، قبل أن يدخل المغرب ليُقدم لكل من مالي وبوركينافاسو والنيجر ما عجزنا عن تقديمه نحن (يقصد المبادرة الدولية لولوج دول الساحل إلى الفضاء الأطلسي)، ولتكون المبادرة الكبيرة التي قام بها الملك محمد السادس هي رصاصة الرحمة على التواجد الفرنسي في المنطقة”.
كما نبه إلى أن فداحة الأمر تزداد حدة بالنظر إلى أن “سياسات باريس كانت سبباً في ابتعاد الرباط عن المحور الفرنسي ونظرتها إلى إفريقيا”.
جويي، الذي تقلد منصب رئاسة المخابرات الفرنسية في أكتوبر 2002، كال انتقادات لاذعة لأجهزة ومصالح الديبلوماسية الفرنسية، متسائلا باستنكار: “كيف يمكن لها أن ترتكب مثل هذه الأخطاء؟ إنه أمر لا يُصدَّق”.
وبنبرة ملؤها الاستغراب، واصل المسؤول ذاته، الذي سبق كذلك أن شغل في أواخر 2003 منصبا مرموقا ضمن قسم الاستخبارات الاقتصادية في المديرية العامة للأمن الخارجي (في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك)، التساؤال عمّا تعيشه فرنسا في الوقت الحالي من تدهور في مكانتها الجيو-استراتيجية في القارة الإفريقية ومنطقة الساحل، بعدما “تركت المجال مفتوحا في إفريقيا، وجاء الأمريكيون واستغلوا الفرصة بشكل كامل، والمغاربة أيضا جاؤوا وتفوَّقوا”، مقرا: “أعتقد أن العودة إلى حيث كنّا ستكون صعبة للغاية”.