فندت روسيا الأنباء المتداولة في التقارير الأوروبية والأمريكية بشأن تنامي تواجد قوات “فاغنر” داخل ليبيا وعدد من الدول المجاورة لها. واعتبرت روسيا في بيان نشر على صفحة سفارتها في ليبيا أن الدول الغربية تسوق عبر إعلامها لأفكار غير حقيقية الغرض منها بث الذعر ومحاولة التأثير على الأوساط الاجتماعية عبر الترويج لأخبار مزيفة.
ونفت وجود أي طائرات_حربية تابعة لقوات فاغنر داخل مدينة جربة” التونسية المجاورة لليبيا كما تزعم الدول الغربية، في إشارة لما تناوله تقرير بصحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية.
وقالت الصحيفة الايطالية عبر مقالها الصادر من نيويورك “شوهدت في الأيام الأخيرة طائرات عسكرية روسية تهبط في مطار جربة، وهي جزيرة تونسية قريبة من الحدود مع ليبيا. ولا تزال طبيعة الأنشطة غير مؤكدة، سواء كانت لوجستية أو غير ذلك، لكن المخاوف التي تولدها واضحة. وموسكو حاضرة بقوة بالفعل في ليبيا، وشكلت تحالفا مع الجزائر، وتمكنت من استبدال القوات الأميركية في النيجر وتشاد، في حين غادر الفرنسيون مالي وبوركينا فاسو. إن الاستقرار في تونس من شأنه أن يكمل اختراق المنطقة بأكملها.”
بالنسبة لإيطاليا، فهي مشكلة مباشرة تقول لا ربيبوليكا “تونس هي الدولة الواقعة في شمال إفريقيا الأقرب إلى سواحلنا، حيث تنطلق القوارب إلى صقلية. وقد عملت رئيسة الوزراء ميلوني شخصيًا بجد لتجنب هذا الانجراف، حيث زارت البلاد أربع مرات وأبرمت اتفاقيات مع الرئيس قيس سعيد، كجزء من “خطة ماتي”.
و وتضيف الصحيفة “عملت روما أيضًا مع صندوق النقد الدولي لإعطاء الضوء الأخضر للاتفاق الذي تم التوصل إليه في 15 أكتوبر الماضي من قبل الوفد برئاسة كريس جيريجات وبريت راينر، لتقديم قرض بقيمة 1.9 مليار دولار على مدى 48 شهرًا من خلال تسهيل الصندوق الممدد. ومع ذلك، لم تتم الموافقة على هذه المبادرة بعد، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى مقاومة سعيد للإصلاحات التي ستتضمنها، بدءا من إنهاء الدعم للسلع مثل الوقود.”
والشك هو ما إذا كان الرئيس سعيد قد قرر تغيير مواقفه، أو الانفتاح على بوتين، أو أنه يضغط على الغرب، مما يعني ضمناً أنه مستعد للانضمام إلى التحالف الجديد للجنوب العالمي، والذي تحاول روسيا والصين تشكيله لإفساد النظام العالمي القائم على القواعد ويقوض القيادة الأمريكية.
وسألت ريبوبليكا وزارة الخارجية عما إذا كانت على علم بالرحلات الجوية الروسية في تونس وما رأيها فيها، وكان هذا الرد: «لا نزال نشعر بالقلق إزاء أنشطة فاغنر، وتلك التي تدعمها روسيا في القارة الأفريقية، والتي تغذيها». النزاعات وتشجيع الهجرة غير الشرعية، بما في ذلك نحو تونس”. ثم أعاد إطلاق القلق بشأن أنشطة فاغنر السابقة، التي استؤنفت بعد مقتل المؤسس بريجوزين، والإنذار بشأن عمليات الإنزال التي تؤثر على إيطاليا، عشية اجتماع مجموعة السبع الذي سترفع فيه روما حالة الطوارئ هذه وتروج لخطة ماتي. . ثم وجهت واشنطن رسالة تذكير لسعيد، مشيرة إلى “الحكومة التونسية للتعليق على التقارير المتعلقة برحلات جوية روسية وفاغنر تمر عبر أراضيها السيادية أو تهبط عليها”.