في جلسة استماع مطولة أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، قدمت جينيفر غافيتو، المرشحة لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى ليبيا، رؤية شاملة للتحديات والفرص التي تواجه الدبلوماسية الأمريكية في ليبيا، وذلك في مسعى لاستكمال تعيينها كسفيرة في طرابلس وتحقيق أولويات أمريكا ومصالحها في ليبيا والمنطقة معلنة بالخصوص أن “الشركات المرتبطة بجمهورية الصين حققت اختراقات عميقة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ليبيا، وتهيمن حاليًا على شبكة الجيل الرابع شركات مثل هواوي و ZTE”. ودعت إلى “الدفاع عن الصناعة الأمريكية وتأكيد نقاط الضعف التي تواجهها ليبيا في الاعتماد على موردين غير موثوق بهم لأمنها القومي وبنيتها التحتية الحيوية
الوجود الروسي والقاعدة البحرية:
ففي مداخلتها أمام مجلس الشيوخ، حذرت غافيتو بشدة من تنامي النفوذ الروسي في شرق ليبيا، مؤكدة أن موسكو “لم تخف نيتها في تعميق موطئ قدمها في ليبيا من خلال الاتجار بالأسلحة عبر ليبيا وإليها”. وأضافت أن روسيا “تهيئ نفسها لزعزعة استقرار منطقة الساحل وكذلك الجناح الجنوبي لحلف الناتو بشكل أكبر”. وفي سياق متصل، أثار السيناتور الجمهوري (بيت ريكيتس) مخاوف أمريكا الجدية حول احتمال إنشاء قاعدة بحرية روسية في ليبيا، قائلاً: “هذا العام، أرسلت موسكو قوات خاصة روسية وآلاف المرتزقة من ساحة المعركة الأوكرانية إلى ليبيا،” خاصة عقب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد القيادة العامة خليفة حفتر في سبتمبر الماضي، مؤكدا ” رأينا سفنًا روسية تفرغ آلاف الأطنان من المعدات العسكرية في طبرق، مما يحول شرق ليبيا فعليًا إلى محطة وزن روسية لأماكن مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو،” حيث وعدت غافيتو أنها ستأخذ هذه التقارير على محمل الجد، واصفة ذلك بأنه “أكبر تحدٍ يواجه ليبيا،” إلى جانب معضلة “عدم وجود حكومة موحدة” ما “يفاقم تأثير روسيا المزعزع للاستقرار.” ففي الـ14 من أفريل الماضي، كشف تسجيل مرئي من ميناء الحريقة بطبرق يظهر سفينة للقوات البحرية الروسية تُنزل اليوم شاحنات وأسلحة ومعدات عسكرية، حيث أكد المصدر، أن هذه الدفعة الخامسة على الأقل من التجهيزات العسكرية التي وصلت إلى طبرق خلال 45 يوما السابقة، منوها أن المشرف على إنزالها قوات روسية مستقرة في ميناء طبرق.
التعامل مع حفتر والأطراف الليبية:
وبشأن خطتها في ليبيا، أكدت غافيتو ضرورة التواصل مع جميع الأطراف السياسية، بما فيهم حفتر. وقالت: “يجب أن نتعامل مع جميع الجهات السياسية الفاعلة عبر الطيف السياسي، حيث سيتعين عليهم جميعًا الموافقة على حكومة موحدة مستقبلية تأكد السيادة الليبية”. مقترحة “وضع إطار يوضح المصلحة من الاتفاق خاصة المنفعة الاقتصادية لجميع الأطراف”.
النفوذ الصيني:
ولم تغفل غافيتو عن التحدي الذي يمثله النفوذ الصيني المتزايد في ليبيا، خاصة في قطاع التكنولوجيا. وقالت: “الشركات المرتبطة بجمهورية الصين حققت اختراقات عميقة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ليبيا، وتهيمن حاليًا على شبكة الجيل الرابع شركات مثل هواوي و ZTE”. ودعت إلى “الدفاع عن الصناعة الأمريكية وتأكيد نقاط الضعف التي تواجهها ليبيا في الاعتماد على موردين غير موثوق بهم لأمنها القومي وبنيتها التحتية الحيوية”.
الانتخابات وتوحيد الحكومة:
وشددت غافيتو على أهمية إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة موحدة في ليبيا كخطوة أساسية نحو الاستقرار. منوها أنها ستعمل مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين ـلإيجاد حل سياسي بين الأطراف المعنية في البلاد يضع ليبيا على طريق الانتخابات والوحدة”. وأشارت إلى أن الليبيين “سجلوا أنفسهم في 2021 بأعداد قياسية للانتخابات ليتمكنوا من التصويت”، مؤكدة رغبة الشعب الليبي في التغيير. تعزيز الحضور الأمريكي: غافيتو شددت في أكثر من مرة على ضرورة تعزيز الوجود الدبلوماسي الأمريكي على الأرض في ليبيا، قائلة: “لكي تقود أمريكا بفعالية، يجب أن نكون حاضرين”. ودعت “لتسريع استئناف عمليات السفارة في طرابلس، بطريقة تعطي الأولوية لسلامة وأمن موظفيهاا وجميع الأمريكيين”.
وأضافت أن عدم وجود وجود دبلوماسي دائم “يفسح المجال لمنافسينا الاستراتيجيين النشطين على الأرض،” وعلى رأسهم روسيا والصين. الطاقة والفرص الاقتصادية: لم تغفل غافيتو عن الإمكانات الاقتصادية الهائلة لليبيا، خاصة في قطاع الطاقة. وقالت: “تتمتع ليبيا بأكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في أفريقيا وتاسع أكبر احتياطيات في العالم، بالإضافة إلى احتياطيات كبيرة من الغاز”. وأكدت التزامها بـ”الاستفادة من الابتكار والنفوذ الأمريكي للمساعدة في تأمين مساهمات ليبيا في أسواق الطاقة المستقرة من خلال دعم الإدارة الشفافة والمسؤولة للإيرادات”. كما أشارت إلى الفرص المتاحة للشركات الأمريكية، قائلة: “كان الليبيون منفتحين جدًا مع المحاورين الأمريكيين في رغبتهم بوجود أكبر للشركات الأمريكية”.