قال السفير الأمريكي السابق بتونس جاك وللاس في مقال بموقع كارنيغي وهو مؤسسة بحثية أمريكية ” تزداد المهمة الصعبة التي يواجهها سعيد تعقيدًا بسبب المنظومة الدستورية الجديدة التي فرضها. فبعدما باتت جميع الصلاحيات متركّزة الآن بين يدَيه، لم تعد ثمة قنوات راسخة يعبّر الشعب من خلالها عن استيائه. سيكون البرلمان الجديد، حين يبصر النور، ضعيفًا ومتصدّعًا. وستفقد الأحزاب السياسية، وهي مؤسسة أساسية يجري من خلالها توجيه الطاقة السياسية في الأنظمة الديمقراطية، موقعها أو ربما تصبح خارجة عن القانون في بعض الحالات. وعندئذٍ سيبقى الشارع المكان الوحيد للتعبير عن الاستياء الشعبي، مع ما ينطوي عليه ذلك من آفاق خطيرة في السنوات المقبلة.
يبدو أن تونس عادت إلى المربّع الأول، بعدما قطعت دورة كاملة لتجد نفسها في مواجهة المشاكل عينها التي كانت تعاني منها قبل عقد من الزمن. في الوضع الراهن، يصعب الشعور بالتفاؤل إزاء المستقبل، أقله في المدى القصير. ولكننا نأمل بأن يميل الميزان من جديد، مع مرور الوقت، لصالح الديمقراطية التي لا تزال تقدّم للتونسيين الفرصة الأفضل للحرية والكرامة اللتين يطالبون بهما ويستحقونهما.