مدعومة بالصور ذكرت إدارة إنفاذ القانون بالإدارة العامة للعمليات الأمنية، في ليبيا اليوم السبت منع عدة محاولات تهريب في منفذ رأس إجدير.
وأضافت الإدارة عبر حسابها على “فيسبوك” أنه تم ضبط كميات من الوقود داخل مركبات المسافرين عبر المنفذ وضبط مواد غذائية وغيرها من المواد المدعومة.
ومن بين الصور التي قدمتها الادارة المذكورة قارورة بلاستيكية سعة لتر ونصف وقدمتها للجمهور الليبي وكأنها غنيمة حرب ستنهي أزمة تهريب الوقود من ليبيا التي تعاني منها البلاد منذ سقوط نظام القذافي سنة 2011 .
فقضية تهريب النفط وفقا للتقارير الدولية وبشهادة عدد من المسؤولين والخبراء في ليبيا تورطت فيها مؤؤسات الدولة وبما في ذلك شركة النفط الحكومية ومسؤولين محليين واجانب وكذلك مافيات اخرى في مالطا وايطاليا.
ففي سبتمبر 2022 أعلنت منظمة الأمم المتحدة في تقرير لها أن عمليات تهريب الوقود من ليبيا تحولت لتجارة مزدهرة ومستمرة، مؤكدة أنها تتم من مناطق كثيرة في شرق البلاد وغربها.
وليس هذا فحسب بل رصدت المنظمة الأممية ناقلات نفط تعمل على تحميل الوقود الليبي المدعوم من قبل الميزانية العامة للدولة، عبر البحر بشكل غير قانوني لصالح جهات ومجموعات مسلحة نافذة، ويصل إلى هذه المجموعات خارج البلاد.
ووفقا لما ذكرته منظمة ” ذا سنتري” المعنية بالتحقيقات الاستقصائية فان الدولة الليبية تخسر ما لا يقل عن 750 مليون دولار سنويا بسبب تهريب الوقود ، مؤكدة أن عمليات التهريب تكبد الاقتصاد الليبي خسائر فادحة، لافتة إلى أنه بسبب زيادة عمليات التهريب اضطرت السلطات إلى استيراد منتجات نفطية تقدر بحوالي 19% من حجم المستورد خلال العام 2022 بسبب التهريب غير المشروع.
وتحت عنوان (ثروات الليبيين تضيع في دروب التهريب ) قالت صحفية الانباء الليبية أن الدولة الليبية تدعم الوقود بمبالغ ضخمة، إذ أنه وفقا لتصريحات رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، فإن نصف ميزانية البلاد تقريبا تذهب في دعم الوقود، حيث أن الدولة تشتري الوقود بنحو 3.5 دينار للتر الواحد، وتبيعه بـ 0.15 دينار.
وتقدر ميزانية دعم الوقود في البلاد بنحو 12 مليار دولار، وفق الأرقام الصادرة في العام 2022، أي بزيادة قدرها 5 مليارات دولار مقارنة بالعام 2021.
كيف تخرج شاحنات الوقود من ليبيا؟
في تصريحات تلفزيونية ، كشف بشير الشيخ، منسق ما يُعرف بـ«حراك فزان»، دروب وطرق المهربين عبر الصحراء الليبية ومنها إلى الصحراء الإفريقية، مؤكدا أن مسار التهريب تنطلق من مصراتة.
وأضاف في تصريحات تلفزيونية، أن شاحنات الوقود تبدأ رحلتها نحو التهريب بداية من وصولها مستودع سبها ومنها إلى منطقة القطرون، وعبر دروب الصحراء تنطلق حتى تصل إلى مناجم التنقيب عن الذهب في دول النيجر ومالي وتشاد.