يستند كتاب « السيناريوهات السوداء للجيش الفرنسي » على المعطيات الواقعية من أجل رسم صورة استشرافية. يتألف الكتاب من إحدى عشرة فرضية، تتعلق كل واحدة منها بنزاع مسلح قد تكون فيه فرنسا طرفا.
وللإجابة على كل الفرضيات الإحدى عشرة، أجرت ألكسندرا سافيانا، الصحفية في مجلة ليكسبريس (L’Express)، مقابلات مع مائة وستة خبراء (106). فضل بعض كبار المسؤولين والدبلوماسيين، الذين ما زالوا يزالون مهامهم، عدم ذكر أسمائهم، على وجه التحديد فيما يتعلق بسيناريو النزاع المسلح بين المغرب والجزائر. وأسرت المؤلف قائلة: « إن فرضية المواجهة بين الجزائر والمغرب، التي تشكل طابو بشكل خاص داخل الدولة، قد تم ذكرها في مناسبات عديدة من قبل الاستراتيجيين، وخاصة داخل القوات البرية ».
سيناريو النزاع المسلح بين المغرب والجزائر
يبدأ كل شيء في أوت2025 في منطقة فكيك. « وحدة من 35 جنديا جزائريا تدخل الأراضي المغربية في الصباح الباكر. ويتم تبادل إطلاق النار على الحدود. والحصيلة كبيرة: مقتل 3 جنود مغاربة وجرح 11 آخرين، في حين يسقط 4 قتلى و18 جريحا في الجانب الجزائري ».
ويكثف النظام الجزائري هجومه رغم وساطة عدة دول. « الجيش المغربي، في موقع الدفاع، يتمكن من التمسك بمواقعه ».
« يوم 4 أكتوبر، يعترض نظام الدفاع الصاروخي أرض-جو الإسرائيلي مقاتلتين من طراز سو34. تتحطمان في مكان غير بعيد عن الحدود على الجانب المغربي. يتم القبض على أحد الطيارين الأربعة، الذي لا يزال على قيد الحياة، ويتم تقديمه للصحافة ».
« عشرة أيام بعد ذلك، يصبح الصراع دموياً وقصير الأمد. ينتهي توغل مدرعات جزائرية قرب مدينة وجدة، عاصمة شرق المغرب، بالفشل الذريع. المغاربة يدمرون حوالي خمسة عشر دبابة جزائرية. الجزائر تحصي 30 قتيلا في صفوفها، في حين تبقى خسائر الرباط منخفضة ».
وتتابع المؤلفة قائلة: « بسبب هذه الهزيمة، يصبح النظام الجزائري ضعيفاً إلى حد كبير ». وتضيف: « السلطة، المتداعية، تتعرض للانتقاد من قبل فصائل سياسية معادية لفرنسا، فصائل تقدم باريس على أنها عدو يجب محاربته لتحقيق وحدة الأمة الجزائرية المنقسمة ».
ستشكل هزيمة المؤسسة العسكرية الجزائرية ضد القوات المسلحة الملكية كارثة في البلاد وستشجع العديد من المناطق والعشائر داخل الجيش على التمرد ضد السلطة المركزية.
ستطالب حركة تقرير المصير لمنطقة القبائل (حركة الماك) باستقلال هذه المنطقة الشاسعة من وسط الجزائر المتوسطية. رئيسها الشاعر فرحات مهني يشجع القبائليين من باريس على المشاركة في الانتخابات لصالح استقلال منطقة القبائل. ويتهم النظام الجزائري باريس باستغلال الانفصاليين. ومع عجزه عن تأمين حدوده، يتخذ النظام في الجزائر موقف المتفرج من العديد من الهجمات التي تنفذها إحدى الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة.
« وبسبب القلق من عدم الاستقرار في الجزائر -حيث يبدو أن البلاد ستتوزع إلى فصائل مختلفة- تقرر باريس تنظيم عملية إجلاء » للمواطنين الفرنسيين، بمن في ذلك العديد من مزدوجي الجنسية. وستثير عملية الإخلاء هاته استياء بعض الفصائل في الجزائر ». « الطرف الأكثر راديكالية داخل المؤسسة العسكرية سيضع يديه على بعض المعدات الجزائرية ويرسل صواريخ تستهدف السفن الفرنسية ». السلطة القائمة ستكون غير قادرة على وضع حد لتحركات الجنود المتمردين.
ويستهدف هجوم صاروخي آخر الأراضي الفرنسية، ولكن في بلد منقسم « إلى من يمكن أن ننسب ذلك عندما لا تدعم السلطة في الجزائر هذا العمل الذي تقوم به جماعة متطرفة؟ »
ثم تنفذ فرنسا عملية خاصة على الأراضي الجزائرية برفقة « جنود جزائريين موالين للسلطة ». تتم تصفية الذين أعطوا الأمر باستهداف الأراضي الفرنسية. ولكن هذا لا يكفي لاستعادة النظام. « على الرغم من القضاء على جزء من المؤسسة العسكرية، فإن الجزائر تغرق في الفوضى »، هذا ما تتوقعه الكاتبة من خلال المقابلات التي أجرتها مع الخبراء.