الرئيسيةالأولىالصادق شعبان يدعو الى تأخير موعد الاستفتاء وتعديل مشروع الدستور

الصادق شعبان يدعو الى تأخير موعد الاستفتاء وتعديل مشروع الدستور

قال الصادق شعبان وزير العدل السابق وأحد أبرز مستشاري الرئيس الراحل زين العابدين بن علي في تدوينة له مساء اليوم على صفحته بالفيس بوك ” حتى لو حصل الاستفتاء في موعده و صوتت الأغلبية بنعم فإن نسبة المشاركة سوف تكون ضعيفة و المشروعية مهتزة …

هذا يعني أن الاحتجاج سوف يقوى و سوف يتصلب النظام … نعم سوف يتصلب النظام لانه يصبح مضطرا لاستعمال القوة لا قوة الإقناع…”

وفي مايلي النص الكامل لتدوينة الصادق الشعبان الذي يعد واحد من أبرز مساندي الرئيس قيس سعيد ”

ماذا لو اخرنا الاستفتاء بأسابيع و حسّنّا النص !

قد يستغرب البعض من هذه الملاحظة … قد يغضب اخرون … قد يستهز بعض اخر …

لكني براغماتيكي اؤمن بالجدوى و احب بلدي و لا اريد السكوت اذا كان في السكوت مضرة و اقترح ما اراه و لو كانت حظوظ التطبيق ضعيفة …

لو بقينا على عنادنا كل في موقعه فلن نخرج من النفق بسرعة …

حتى لو حصل الاستفتاء في موعده و صوتت الأغلبية بنعم فإن نسبة المشاركة سوف تكون ضعيفة و المشروعية مهتزة …

هذا يعني أن الاحتجاج سوف يقوى و سوف يتصلب النظام … نعم سوف يتصلب النظام لانه يصبح مضطرا لاستعمال القوة لا قوة الإقناع…

ما يدفع العاقل لهذا ؟

اطلب بكل لطف من رئيس الجمهورية ان يؤخر الاستفتاء لأسابيع و ان يجتمع إلى رئيس اللجنة و يستمع إلى كل الحساسيات السياسية الكبرى و الى المنظمات الوطنية و من يراه من المتخصصين و يضع نصا لتونس يحقق لها مستقبلا آمنا و مزدهرا …

بهذا تكون سيدي قد وضعت اسمك في الصفحات الجميلة للتاريخ …

عدل ما يجب تعديله … فالسياسة خدمة الناس و ادراة المتناقضات …

نصائحي بكل مودة …

– ركز التوطئة على الخصوصية التونسية و على مراحل الجهاد لبناء الدولة الوطنية و تحرير المجتمع من الجهل و الفقر و على تمسك التونسيين بالحرية و على العزم بتنظيم السلطات بما يضمن الوحدة و الاستقرار و الازدهار و على دخول تونس للمستقبل بسياسات رائدة

– اعلن عاليا ان هويتنا تونسية تونسية و ان شخصيتنا متميزة نحن امة بذاتنا لسنا أجزاء من أمم اخرى و قد نادت بهذا حركة الإصلاح و نفذته الحركة الوطنية ،

– ركز تنظيم الدولة على النمط الرئاسي الحقيقي القائم على تفريق السلطات و توازنها ، برلمان من غرفة واحدة منتخب مباشرة له دور بارز يراقب الحكومة و يعزل رئيس الجمهورية اذا اخل اخلالا جسيما بالدستور

– ابتعد عن البناء القاعدي و الانتخاب التصاعدي و سحب الوكالة فهذا كله تفكير طوباوي ينقلب إلى كوارث تنظيمية

– ابقي على الفصل الأول السابق من الدستور ( تونس … الاسلام دينها ) فهذا الفصل هو عصارة اجتهاد قديم و توازنات ترسخت و اشر إلى مدنية الدولة اذا كان ضروريا فالناس تحتاج إلى طمأنة في الداخل و الخارج

– تخلّى عن المجالس المنتخبة في الولايات و الاقاليم فهي انعاش للعروشية و ضرب للوحدة الوطنية و فتح شهية دون إطعام و تعطيل الولاة و الادارات الجهوية عموما و فوضى ترابية ،

– اتبع نموذج الانظمة الديمقراطية في تنظيم العدالة ، و ميّز بين النيابة و القضاة الجالسين ، فالعدالة هي البناء الأساسي للدولة و للمجتمع ،

– اعتبر انك تضع دستورا ليس لليوم فقط انما لعقود و لرؤساء آخرين و لأحزاب متنوعة و اعتبر ان الاغلبيات تتغير و من هو اليوم في الحكم غدا يكون في المعارضة و لا تخطئ كما أخطأ من وضع دستور 2014 حين قسم السلطة على اساس اغلبيات ذلك الوقت ،

– اعتبر ان الدستور نص حي يحتاج دائما الى التطوير فلا تجحف في شروط تعديل الدستور و افتح المجال للاستفتاء

اعرف ان الرجوع صعب ، لكنه الطريق الأفضل على المدى المتوسط … و اذا عدلت المشروع يزداد الإقبال على الاستفتاء بصورة غير منتظرة …

تونس تكسب مرة اذا تخلصت من منظومة 2014 … لكن تكسب مرتين لو وضعت دستورا مقبولا مستداما يحقق الشعار” حرية نظام عدالة ” …

يوم تعود الطيور التي هاجرت و الكفاءات التي تصنع المستقبل و يصبح المناخ في تونس جذابا اقتصاديا و ثقافيا و سياسيا عندها ننام و قد ادينا جزءا من واجبنا تجاه هذا الوطن العزيز…

أ.د الصادق شعبان

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

error: Content is protected !!